باب إن صلى في ثوب مصلب أو تصاوير هل تفسد صلاته؟ وما ينهى عن ذلك
بطاقات دعوية
عن أنس قال: كان قرام (13) لعائشة سترت به جانب بيتها، فقال [لها 7/ 66] النبي - صلى الله عليه وسلم -:،
" أميطي (14) عنا قرامك هذا؛ فإنه لا تزال تصاوير [ه] تعرض [لي] في صلاتي"
الصَّلاةُ عِبادةٌ رُوحيَّةٌ، وفيها يَقِفُ العبدُ بينَ يَدَيْ ربِّه سبحانه وتعالى، ويَلزَمُ فيها الخُشوعُ والتدبُّرَ، ويَنبَغي ألَّا يَكونَ للشَّيطانِ فيها نَصيبٌ ولا مَدخَلٌ، وقد علَّمَنا النبيُّ الكريمُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الهَيْئاتِ المنهيَّ عنها في الصَّلاةِ، كما علَّمَنا كَيفيَّةَ تَجويدِها، ونَهى عن كلِّ ما يَشغَلُ المصَلِّيَ في صَلاتِه.
وفي هذا الحديثِ يَروي أنسُ بنُ مالكٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّه كان لعائشةَ رَضيَ اللهُ عنها قِرامٌ، وهو سِتْرٌ رقيقٌ مِن صُوَرٍ ذو ألوانٍ ونُقوشٍ، سترَتْ به جانبَ بَيتِها، فأمَرَها النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ تُزيلَ هذا السِّترَ؛ لأنَّ تَصاويرَه تَلوحُ له في صَلاتِه فتَشغَلُه عن الخُشوعِ فيها. وفي روايةِ مسلمٍ قالتْ عائشةُ رَضيَ اللهُ عنها: «فقَطَعْناهُ فجَعَلْنا منه وِسادةً أو وِسادتَينِ»؛ لِيَجلِسَ عليها النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فتَكونَ في وضعٍ مُمتهَنٍ، لا وضع تعظيمٍ.
وفي الحديثِ: إبعادُ الأشياءِ المُلهيةِ عن الصَّلاةِ مِن المصلِّي.
وفيه: النَّهيُ عن لُبسِ ما فيه تَصاويرُ؛ لأنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لَمَّا نَهى عن القِرامِ الَّذي فيه التَّصاويرُ عُلِم أنَّ النهيَ عن لِباسِه أشَدُّ وآكَدُ.