حديث أبي رمثة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم 7

مسند احمد

حديث أبي رمثة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم 7

 قال عبد الله بن أحمد: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا حسين بن علي، عن ابن أبجر، عن إياد بن لقيط، عن أبي رمثة، قال: انطلقت مع أبي وأنا غلام، إلى النبي صلى الله عليه وسلم [ص:682]، قال: فقال له أبي: إني رجل طبيب، فأرني هذه السلعة التي بظهرك، قال: «وما تصنع بها؟» قال: أقطعها، قال: «لست بطبيب، ولكنك رفيق، طبيبها الذي وضعها» وقال غيره: «خلقها»

هذا الحَديثُ مختصَرٌ من حديثٍ آخرَ يقولُ فيهِ الصَّحابيُّ الجليلُ أبو رِمْثةَ رضيَ الله عَنه: "انطَلقتُ معَ أَبي نحوَ النبيِّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّم فإذا هُوَ ذو وَفْرةٍ"، أي: إنَّ شَعرَه يصِلُ إلى الأُذنِ ولا يجاوِزُها، "بها رَدْعُ حِنَّاءٍ"، أي: إنَّ في وَفرةِ شَعرِه بعضَ الحِنَّاءِ، وفيهِ: أنَّ والدَ أبي رِمثةَ قالَ للنبيِّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّم: "أرِني هذا الَّذي بِظَهرِكَ"، أي: ظنَّ أنَّ خاتَمَ النُّبوَّةِ الذي بِظَهرِ النبيِّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّم شيئًا مُتعلِّقًا بمرضٍ "فإنِّي رَجلٌ طَبِيبٌ"، أي: عارِفٌ بالطِّبِّ ومُعالَجةِ الأمراضِ، فقالَ النبيُّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّم: "اللهُ الطَّبِيبُ"، أي: إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ هوَ الشَّافي والمُعافِي في الحقيقةِ، "بلْ أنتَ رَجلٌ رَفيقٌ، طَبِيبُها الذي خلَقها"، أي: تُرفِقُ بالمريضِ وتُسكِّنُ من أوجاعِه بما تَستخدِمُه من أدواتِ المعالَجةِ، واللهُ هوَ الذي يَشفِيها ويُعالِجُها فهوَ الذي خلَقَها؛ فهوَ قادرٌ سُبحانَه على أن يُزِيلَها
وفي الحديثِ: بيانُ أنَّ الشِّفاءَ بيدِ اللهِ عزَّ وجلَّ
وفيه: الأخذُ بالأسبابِ وطلبُ التداوي مِن الأمراضِ