حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن موسى يعني ابن علي، عن أبيه، عن عبد العزيز بن مروان، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «شر ما في رجل شح هالع، وجبن خالع»
الشُّحُّ والجُبنُ مِنَ الأمراضِ القَلبيَّةِ التي تُودِي بِصاحبِها إلى الْمَهالكِ إنْ سلَّم نفسَه لها، وعلى المسلمِ أنْ يُجاهِدَ نَفْسَه؛ لِيَسْلَمَ مِن الجُبنِ والبُخلِ
وفي هذا الحَديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم ذامًّا لهاتَينِ الصِّفتَينِ: "شَرُّ ما في رجُلٍ"، أي: مِن الأفعالِ المتَّصفةِ بالشَّرِّ الحاضَّةِ على نَقيضِ الخَيرِ المُجنِّبةِ له، "شُحٌّ" وهو أشدُّ البُخلِ؛ فبِه لا يَفعَلُ الحقوقَ التي علَيه، وقيل: البُخلُ يَصلُحُ وصفُه لأشياءَ بعَينِها، أمَّا الشُّحُّ فهو عامٌّ؛ فيَكونُ مثَلًا البخلُ في المالِ والشُّحُّ في كلِّ شيءٍ، فيَكونُ الشُّحُّ صفةً لازمةً للشَّخصِ، بخِلافِ البُخلِ؛ فيَكونُ صفةً لبَعضِ أفعالِ الشَّخصِ، "هالعٌ"، أي: يَجعَلُ عندَ صاحبِه جزَعًا وخَوفًا إنْ فعَل ما بُخِّل به، "وجُبنٌ خالعٌ"، أي: جُبنٌ في منتَهى الشِّدَّةِ يَخلَعُ قلبَه مِنه مِن شدَّةِ خوفِه. والذي يَنبغي للمُسلِمِ أنْ يكونَ مُتَّصِفًا بحِسَانِ الأخلاقِ وأوسَطِها، غيرَ متطرِّفِ الخلُقِ
وفي الحديثِ: الزَّجرُ عنِ الشُّحِّ
وفيه: الزَّجرُ عنِ الجُبنِ الزَّائدِ