باب فى الفدية
حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبى عن مالك عن عبد الكريم بن مالك الجزرى عن عبد الرحمن بن أبى ليلى عن كعب بن عجرة فى هذه القصة زاد « أى ذلك فعلت أجزأ عنك ».
( هَوَامُّ ) : جَمْعُ هَامَّةٍ بِتَشْدِيدِ الْمِيمِ ( حَتَّى تَخَوَّفْتُ ) : مِنْ كَثْرَةِ الْقَمْلِ وَالْأَذَى بِأَنَّهُ يُضْعِفُ الدِّمَاغَ ، وَيُزِيلُ قُوَّتَهُ ( عَلَى بَصَرِي ) : مُتَعَلِّقٌ بِتَخَوَّفْتُ أَيْ عَلَى ذَهَابِ بَصَرِي ( فِي ) : أَيْ فِي شَأْنِي ( فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ الْآيَةَ ) : فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ ( فَرَقًا مِنْ زَبِيبٍ ) : قَالَ الْخَطَّابِيُّ : وَالْفَرَقُ سِتَّةُ عَشَرَ رَطْلًا ، وَهُوَ ثَلَاثَةُ أَصْوَاعٍ أَمَرَهُ أَنْ يُقَسِّمَهُ بَيْنَ سِتَّةِ مَسَاكِينَ ، فَهَذَا فِي الزَّبِيبِ نَصٌّ ، كَمَا نُصَّ فِي التَّمْرِ
وَقَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ : إِذَا تَصَدَّقَ بِالْبُرِّ أَطْعَمَ ثَلَاثَةَ أَصْوَاعٍ بَيْنَ سِتَّةِ مَسَاكِينَ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ نِصْفُ صَاعٍ ، فَإِنْ أَطْعَمَ تَمْرًا أَوْ زَبِيبًا أَطْعَمَ صَاعًا صَاعًا . قَالَ الْخَطَّابِيُّ : هَذَا خِلَافُ السُّنَّةِ وَقَدْ جَاءَ فِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ التَّمْرِ مِقْدَارَ نِصْفِ صَاعٍ ، فَلَا مَعْنَى لِخِلَافِهِ . وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ وَأَصْحَابُهُ نَحْوًا مِنْ قَوْلِ سُفْيَانَ . وَالْحُجَّةُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ نَصُّ الْحَدِيثِ . قَالَ الْخَطَّابِيُّ : فَإِنْ حَلَقَهُ نَاسِيًا فَإِنَّ الشَّافِعِيَّ يُوجِبُ عَلَيْهِ الْفِدْيَةَ كَالْعَمْدِ سَوَاءً ، وَهُوَ قَوْلُ أَبِي حَنِيفَةَ وَأَصْحَابِهِ وَالثَّوْرِيِّ ، وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ عَمْدِهِ وَخَطَئِهِ ؛ لِأَنَّهُ إِتْلَافُ شَيْءٍ لَهُ حُرْمَةٌ كَالصَّيْدِ وَقَالَ الشَّافِعِيُّ : إِنْ تَطَيَّبَ نَاسِيًا ، وهو محرم فَلَا شَيْءَ عَلَيْهِ . وَسَوَّى أَبُو حَنِيفَةَ وَأَصْحَابُهُ فِي الطِّيبِ ، وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ عَمْدِهِ وَخَطَئِهِ وَرَأَوْا فِيهِ الْفِدْيَةَ كَالْحَلْقِ وَالصَّيْدِ . وَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ : لَا شَيْءَ عَلَى مَنْ حَلَقَ رَأْسَهُ نَاسِيًا وهو محرم ( أَوِ انْسُكْ ) : أَيِ اذْبَحْ
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : فِي إِسْنَادِهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ
قُلْتُ : صَرَّحَ بِالتَّحْدِيثِ . ( فَعَلْتَ أَجْزَأَ عَنْكَ ) : هَذَا الْحَدِيثُ وُجِدَ فِي النُّسْخَتَيْنِ وَذَكَرَهُ الْحَافِظُ الْمِزِّيُّ فِي الْأَطْرَافِ وَعَزَاهُ إِلَى أَبِي دَاوُدَ ، ثُمَّ قَالَ : حَدِيثُ الْقَعْنَبِيِّ فِي رِوَايَةِ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ الْعَبْدِ وَأَبِي بَكْرِ بْنِ دَاسَةَ ، وَلَمْ يَذْكُرْهُ أَبُو الْقَاسِمِ انْتَهَى . كَذَا فِي الْغَايَةِ