صفة المؤمن
الزهد الكبير
قال: وسمعت ذا النون يقول في صفة المؤمن: " إن لله صفوة من عباده، فقيل له: يا أبا الفيض، فما علامتهم؟ قال: «إذا خلع العبد الراحة، وأعطى المجهود في الطاعة، وأحب سقوط المنزلة» فقيل له: يا أبا الفيض، فما علامة إقبال الله عز وجل على العبد؟ قال: «إذا رأيته صابرا، شاكرا، ذاكرا، فذلك علامة إقبال الله عليه» فقيل له: فما علامة إعراض الله عن العبد؟ قال: «إذا رأيته ساهيا لاهيا معرضا عن ذكر الله عز وجل فذاك حين يعرض الله عنه» قيل له: يا أبا الفيض، فما علامة الأنس بالله؟ قال: «إذا رأيته يوحشك عن خلقه فإنه يؤنسك من نفسه، وإذا رأيته يؤنسك من خلقه فإنه يوحشك من نفسه»