‌‌مسند أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه1150

مسند احمد

‌‌مسند أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه1150

حدثنا عبد الصمد، حدثنا حماد، عن قتادة، والقاسم، جميعا عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا: عليكم " وقال الآخر: " وعليكم "

من مَحاسِنِ الأخلاقِ التي جاءَت بها الشَّريعةُ إفشاءُ السَّلامِ على مَن تَعرِفُ ومَن لم تَعرِفْ؛ ولهذا لمَّا سُئِل النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أيُّ الإسلامِ خَيرٌ؟ ذَكَرَ من ذلك: وتَقرَأُ السَّلامَ على مَن عَرَفتَ ومَن لم تَعرِفْ، ولَكِنَّ هذا السَّلامَ مُختَصٌّ بالمُؤمِنينَ، فلا يُسَلَّمُ على الكُفَّارِ ابتِداءً، وإذا سَلَّمَ الكافِرُ على المُسلمِ فإنَّه يَرُدُّ عليه بقَولِه: وعليكُم، فبَينَما كان رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قاعِدًا في أصحابِه إذ مَرَّ بهم يَهوديٌّ فسَلَّمَ، فرَدَّ عليه الصَّحابةُ، فلَمَّا مَضى، أي: ذَهَبَ، دَعاه رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وقال له: كَيف قُلتَ؟ أي: كَيف كان سَلامُك. فقال اليَهوديُّ: قُلت: سامٌ عليكُم، أي: أنَّه لَم يَقُلْ: السَّلامُ عليكُم، وإنَّما دَعا بالسَّامِ وهو المَوتُ! فقال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: إذا سَلَّمَ عليكُم أحَدٌ مِن أهلِ الكِتابِ، أي: اليَهودِ والنَّصارى.
 فقولوا: وعليكُم، أي: ما قُلتُم، أي: عليكُمُ السَّامُ الذي قُلتُموه.
وفي الحَديثِ بَيانُ كَيفيَّةِ سَلامِ اليَهودِ على المُسلمينَ. 
وفيه بَيانُ كَيفيَّةِ الرَّدِّ على أهلِ الكِتابِ إذا سَلَّموا على المُسلِمينَ.