كان الصَّحابَةُ رِضْوانُ اللهِ عليهم يُحِبونَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حُبًّا شديدًا، وكان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُخبِرُهُم بتَمايُزِ صِفاتِهِم وفَضائِلِهِم.
وفي هذا الحديثِ يَرْوي أنسُ بنُ مالكٍ أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: "يَقْدُمُ عليكم"، أي: يَأْتي عليكم، "قَوْمٌ رَقيقةٌ قُلوبُهُم" والمَعْنى أنَّ قُلوبَهم ذاتُ خشيةٍ واستكانةٍ سريعةِ الاستجابةِ والتأثُّرِ، سالِمَةٌ من الغِلَظِ والقَسْوةِ التي وُصِفَ بها بعضُ القَبائِلِ، قال أنسٌ رضِيَ اللهُ عنه: "فقَدِمَ أبو موسى الأشْعَريُّ والأشْعَريون" وهُمْ من أهْلِ اليَمَنِ، "فَجَعَلوا يَرْتَجِزون"، أي: يَنْشُدونَ "حينَ دَنَوْا"، أي: اقْتَرَبوا "مِنَ المدينَةِ مِنَ الرَّجَزِ: غَدًا نَلْقَى الْأَحِبَّةَ مُحَمَّدًا وَصَحْبَهُ" وهذا مِن شِدَّةِ تَلَهُّفِهِم وشَوْقِهِم لِلَقاءِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأصْحابِهِ في المدينَةِ.
وفي الحديثِ: مَنْقبةٌ وفَضْلٌ لأبي موسى الأشْعَرِيِّ وقَوْمِهِ.