باب أحاديث الدجال وأشراط الساعة وغيرها 24
بطاقات دعوية

عن جابر - رضي الله عنه - قال: كان جذع يقوم إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - يعني في الخطبة - فلما وضع المنبر سمعنا للجذع مثل صوت العشار، حتى نزل النبي - صلى الله عليه وسلم - فوضع يده عليه فسكن. [ص:511]
وفي رواية: فلما كان يوم الجمعة قعد النبي - صلى الله عليه وسلم - على المنبر، فصاحت النخلة التي كان يخطب عندها حتى كادت أن تنشق.
وفي رواية: فصاحت صياح الصبي، فنزل النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى أخذها فضمها إليه، فجعلت تئن أنين الصبي الذي يسكت حتى استقرت، قال: «بكت على ما كانت تسمع من الذكر». رواه البخاري
هذا الحديث يشتمل على علامة من علامات نبوته صلى الله عليه وسلم؛ من إحساس الجمادات به، ومعرفتها له، وفيه يخبر جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه كان يوجد في المسجد النبوي جذع، وهو أصل نخلة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخطب اعتمد على هذا الجذع؛ ليراه الناس كلهم.فلما وضع له المنبر حزن الجذع، فخلق الله في الجذع حياة كحياة الحيوان، فسمع منه كصوت العشار، وهي الناقة الحامل التي مر على حملها عشرة أشهر، فحن الجذع لفراق النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يكف حتى نزل النبي صلى الله عليه وسلم ووضع عليه يده.وفي الحديث: أن الخطبة تكون على المنبر؛ لأنه أبلغ في الإعلام، وأعظم في الوقع