‌‌"‌‌باب" حديث: "إذا كان أجل العبد بأرض أثبت له حاجة حتى يبلغ أقصى أثره....."230

السنة لابن ابي عاصم

‌‌"‌‌باب" حديث: "إذا كان أجل العبد بأرض أثبت له حاجة حتى يبلغ أقصى أثره....."230

حدثنا محمد بن يحيى ابن أخي حزم القطيعي حدثنا عمر بن علي عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إذا كان أجل العبد بأرض أثبت1 له حاجة حتى يبلغ أقصى أثره فيقبض أتيحت فتقول الأرض يوم القيامة: هذا عبدك ما استودعتني"

 قدَّرَ اللهُ سُبجانَه آجالَ بَني آدمَ، كما قدَّر أماكِنَ مَوتِهم، وأخفى ذلك عنهم؛ فعَلَى المرءِ أن يَستعِدَّ للمَوتِ بالعمَلِ الصَّالحِ؛ لأنَّه يأتي فَجْأةً.

 وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ عبدُ اللهِ بنُ مسعودٍ، أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم قال: "إذا كان أجَلُ أحَدِكم بأرضٍ أوثَبَتْه إليها الحاجةُ"، أي: قدَّر اللهُ له حاجةً في هذه الأرضِ، فذَهَب إليها، وهذا لأنَّه لا تَعلَمُ نفسٌ بأيِّ أرضٍ تَموتُ، "فإذا بلَغَ أقْصى أثَرِه"، أي: غايةَ ما قُدِّر له مِن الأثَرِ والعُمرِ، "قبَضَه اللهُ سبحانه"، أي: قبَضَ اللهُ عزَّ وجلَّ رُوحَه وبَقِي جسَدُه في جوفِ الأرضِ، "فتَقولُ الأرضُ يومَ القيامةِ: رَبِّ، هذا ما استَوْدعتَني"، أي: هذا ما جعَلتَه وَديعةً مَحفوظةً عِندي، والمرادُ به جسَدُه. وهذا تنبيهٌ للعبدِ على التَّيقُّظِ للموتِ، والاستعدادِ له بالطَّاعةِ، والخروجِ مِن مظالمِ العِبادِ، وقَضاءِ الدَّينِ، والوصيَّةِ بما لَهُ وما عليه في الحضَرِ، فضلًا عن الخروجِ إلى سفَرِه؛ فإنَّه لا يَدْري أينَ كُتِبَت منِيَّتُه من البِقاعِ.