باب حكم السلام

باب حكم السلام

وروينا في الموطأ عن زيد بن أسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا سلم واحد من القوم أجزأ عنهم " قلت: هذا مرسل صحيح الإسناد (2) .

لإفشاء السلام فضل كبير وفوائد كثيرة، مع دعائه لغيره بالسلامة من الأذى والسوء
وفي هذا الحديث يقول النبي صلى الله عليه وسلم:"السلام اسم من أسماء الله،" ومعناه: الذي سلم من كل عيب ونقص، ومن الشريك والند. وقيل: المسلم أولياءه، وقيل: المسلم عليهم، "وضعه الله في الأرض"، أي: أمركم به وعلمكم لفظه؛ "فأفشوه بينكم"، أي: انشروه بينكم بالتسليم وغيره، وأظهروه، فإن في إظهاره أمانا وتواصلا بين أصحابه والعاملين به؛ "فإن الرجل المسلم إذا مر بقوم فسلم عليهم"، أي: بادرهم وبدأهم بالسلام، وإن لم يعرفهم، قائلا: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، "فردوا عليه"، أي: أجابوه في الرد، وبمثل ما قال؛ "كان له عليهم فضل درجة بتذكيره إياهم السلام"، أي: سبقهم وعلا عليهم درجة في الأجر لسبقه إياهم بالسلام، "فإن لم يردوا عليه"، أي: وهم الذين ألقى عليهم السلام، "رد عليه من هو خير منهم وأطيب"، والمراد بهم الملائكة الكرام.
وفي الحديث: أن ابتداء السلام له أجر عظيم، وكذلك من رد السلام على من سلم عليه.
وفيه: الحث على إفشاء السلام بين الناس .