حديث عبادة بن الصامت 2
مسند احمد

حدثنا إسحاق بن عيسى، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم، عن أبي سلام الأعرج، عن المقدام بن معدي كرب، عن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «جاهدوا في سبيل الله؛ فإن الجهاد في سبيل الله باب من أبواب الجنة ينجي الله به من الهم والغم»
الجِهادُ في سَبيلِ اللهِ هو ذِروَةُ سَنامِ الإسلامِ، ومَصدَرُ عِزِّ المُسلِمينَ، وهو بابٌ عظيمٌ من أبوابِ الجَنَّةِ، وقد كَثُرتِ النُّصوصُ في الحثِّ والحضِّ عليه
كما في هذا الحديثِ الذي يَحُثُّ فيه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على الجِهادِ فيقولُ: "عليكم بالجِهادِ في سَبيلِ اللهِ"، أي: الْزَموا الجِهادَ لإعلاءِ كَلِمَةِ اللهِ ونَشرِ الحَقِّ، ولا تَترُكوه، والجهادُ في سَبيلِ اللهِ شاملٌ لجميعِ أنواعِ الجِهادِ سواءٌ كان بالسَّيفِ في المعارِكِ، أو بالعِلمِ والبيانِ وإزالةِ شُبهاتِ المُبطِلينَ، وغيرِ ذلك، ثُمَّ وضَّحَ لهم سَببَ ذلك بقولِه: "فإنَّه بابٌ من أبوابِ الجَنَّةِ"، أي: طَريقٌ مُوصِلٌ للجَنَّةِ لمن بَلَغَتْه الشَّهادةُ أوِ اشتَغَلَ به خالِصًا لوجهِ اللهِ، "يُذهِبُ اللهُ به الهَمَّ والغَمَّ"، أي: يُزيلُ اللهُ به الحُزنَ والكَمَدَ عمَّن جاهَدَ في سبيلِه لإعلاءِ كَلمتِه وعن صُدورِ المُؤمِنينَ؛ لأنَّ إعلاءَ كَلِمَةِ اللهِ تُزيلُ عن القَلْبِ هُمومَه وغُمومَه وأحزانَه؛ فالجهادُ مِن أدويةِ الغَمِّ والهمِّ، وإنَّ الشقيَّ حقًّا مَن ترَك الجِهادَ بأنواعِه كلِّها مع قُدرتِه عليها، ومالَ إلى الدُّنيا، فتُصيبه بآلامِها وأحزانِها ويَشقىَ بها. وفي الحديثِ: بيانُ الفَضلِ الكبيرِ للجهادِ في سَبيلِ اللهِ تعالَى