‌‌ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم الرحم شجنة من الرحمن أراد أنها مشتقة من اسم الرحمن170

صحيح ابن حبان

‌‌ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم الرحم شجنة من الرحمن أراد أنها مشتقة من اسم الرحمن170

أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حبان قال أخبرنا عبد الله قال أخبرنا معمر عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن رداد الليثي
عن عبد الرحمن بن عوف قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تبارك وتعالى أنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها اسما من اسمي فمن وصلها وصلته ومن قطعها بتته"1. [1: 2]

صِلةُ الرَّحِمِ أجرُها كبيرٌ، وشأنُها عظيمٌ عِندَ اللهِ، وقد بيَّنَ لنا النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم ذلك، فقال: "قال اللهُ عزَّ وجلَّ: أنا الرَّحمنُ"، أي: مُتَّصِفٌ بكَثرةِ الرَّحمةِ وسعَتِها، "وهي الرَّحِمُ"، أي: الَّتي آمرُكُم بِوَصلِها، والرَّحِمُ هي الصِّلةُ الَّتي تَكونُ بينَ الشَّخصِ وغيرِه، والمرادُ هنا الأقرَبون، "شَقَقتُ لها اسمًا مِن اسْمِي"، أي: أخَذتُ لها مِن اسمي الرَّحمنِ اسمًا، "مَن وصَلَها وصَلتُه"، أي: مَن أحسَن إلى أهلِه، ورَفَق بهم، وداوَمَ على الاتِّصالِ بهم، أحسَنتُ إليه ورَفَقتُ به وأنعَمْتُ عليه، "ومَن قطَعَها"، أي: هجَر أهلَه ولم يُحسِنْ إليهم ويتَّصِلْ بهم، "بَتتُّه"، أي: قطَعتُه مِن رَحمتي وإحساني.