باب في آداب ومسائل من السلام

روينا في " صحيحي البخاري ومسلم " عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يسلم الراكب على الماشي، والماشي على القاعد، والقليل على الكثير " وفي رواية للبخاري " يسلم الصغير على الكبير، والماشي على القاعد، والقليل على الكثير " (3) .
وفي هذا الحديث يرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى جميل الآداب الإسلامية، التي منها كيفية إلقاء هذه التحية؛ فيقول: «يسلم الصغير على الكبير» ندبا للتوقير والتعظيم، ويسلم الماشي على القاعد في أي مكان وبكل حال، سواء كان صغيرا أو كبيرا، قليلا أو كثيرا، ويسلم العدد القليل المار أو المقبل على العدد الكثير، فإذا مر فرد أو جماعة بغيرهم أكثر منهم، ألقوا التحية والسلام، ويسلم أحدهم، ولا يلزم أن يسلموا كلهم، وهو من باب التواضع؛ لأن حق الكثير أعظم، فإذا كانوا فردين متقابلين، أو كانت الجماعتان متكافئتين متساويتين؛ فخيرهم الذي يبدأ بالسلام ويفتتحه
وهذا من باب تنظيم التحية والسلام بين الناس حتى لا يختلفوا فيمن يبدأ بالسلام، فإن الكبير إذا سلم على الصغير، أو سلم الجالس على الماشي، أو سلم الماشي على الراكب؛ جاز، ولكنه خلاف الأفضل.