باب ما يقال لمن يقدم من حج وما يقوله

باب ما يقال لمن يقدم من حج وما يقوله

روينا في كتاب ابن السني عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: جاء غلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني أريد الحج، فمشى معه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " يا غلام، زودك الله التقوى، ووجهك في الخير، وكفاك الهم "، فلما رجع الغلام سلم على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " يا غلام قبل الله حجك، وغفر ذنبك، وأخلف نفقتك " (2) .

كان الصحابة رضي الله عنهم حريصين على أن يدعو لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالخير في سفرهم وحضرهم؛ رجاء حصول الخير
وفي هذا الحديث يحكي أنس رضي الله عنه: أنه "جاء رجل" أي: قدم رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: يا رسول الله: "إني أريد سفرا"، أي: إني أبتغي سفرا؛ "فزودني"، أي: قل لي قولا أستعين به على سفري هذا، وقيل: أي: أطلب منك دعوة لي في سفري، فدعا له النبي صلى الله عليه وسلم وقال: "زودك الله"، أي: أعطاك الله "التقوى" بفعل الطاعات واجتناب المعاصي، بحيث تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية؛ فهي خير زاد، وقيل معناه: رزقك الله الاستغناء عن المخلوق، "فقال" أي: الرجل: "زدني"، أي: من الدعاء فقال النبي صلى الله عليه وسلم "وغفر ذنبك"، أي: محا معصيتك، وخطيئتك، فقال الرجل مرة أخرى: "زدني" يا رسول الله، "بأبي أنت وأمي"، أي: أفديك بأبي وأمي، "فقال" له النبي صلى الله عليه وسلم: "ويسر لك الخير حيثما كنت"، أي: سهل لك الخير في دينك ودنياك وآخرتك؛ في أي مكان نزلت به، وفي أي زمان.
وفي الحديث: مجيء المسافر لأصحابه وسؤاله دعاءهم.