باب ما يقوله ويفعله من يأكل ولا يشبع

روينا في " سنن أبي داود وابن ماجه " عن وحشي بن حرب رضي الله عنه أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: يا رسول الله إنا نأكل ولا نشبع، قال: " فلعلكم تفترقون "؟ قالوا: نعم، قال: " فاجتمعوا على طعامكم واذكروا اسم الله يبارك لكم فيه " (1) .
وفي هذا الحديث يخبر وحشي بن حرب رضي الله عنه أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قالوا: "يا رسول الله، إنا نأكل"، أي: نأكل كثيرا، أو نشكو قلة الطعام، "ولا نشبع"، أي: ولا يتحقق لنا الشبع، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: "فلعلكم تأكلون متفرقين؟"، أي: تتفرقون عند الأكل بأن كل واحد من أهل البيت يأكل وحده، وفيه أنهم يجزئون الطعام على بعضهم، "قالوا: نعم، قال: فاجتمعوا على طعامكم"، أي: وكلوه جميعا غير متفرقين، "واذكروا اسم الله عليه، يبارك لكم فيه" وبذكر اسم الله على الطعام فيه طلب لمزيد من البركة التي تؤدي إلى الشبع والرضا
وأما قوله تعالى: {ليس عليكم جناح أن تأكلوا جميعا أو أشتاتا} [النور: 61]، فمحمول على الرخصة أو دفعا للحرج على الشخص إذا كان وحده
وفي الحديث: الحث على التماس أسباب البركة في الطعام، ومنها الاجتماع عليه.
وفيه: تربية النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه وأمته على التآلف والمحبة والاجتماع وعدم التفرق.