حديث أبي أمامة الباهلي الصدي بن عجلان بن عمرو ويقال: ابن وهب الباهلي، عن النبي صلى الله عليه وسلم 11

مسند احمد

حديث أبي أمامة الباهلي الصدي بن عجلان بن عمرو ويقال: ابن وهب الباهلي، عن النبي صلى الله عليه وسلم 11

حدثنا الوليد بن مسلم، حدثني عبد العزيز بن إسماعيل بن عبيد الله، أن سليمان بن حبيب حدثهم، عن أبي أمامة الباهلي، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة، فكلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها، وأولهن نقضا الحكم وآخرهن الصلاة»

كُلَّما اشْتَدَّتْ غُربةُ الإسلامِ، كَثُرَ المخالِفون له، والنَّاقضون لفرائضِه وأوامرِه، وأعانوا عليه أعداءَه
وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "لتُنْقَضَنَّ"، أي: تَنْحَلُّ وتَنْفَكُّ عنه، "عُرى الإسلامِ"، (العُرى) جمعُ عُروةٍ، وهي في الأصلِ: ما يُعَلَّقُ به مِن طَرَفِ الدَّلْوِ ونحوِه، فعُبِّر به عن أحكامِ الإسلامِ وأركانِه، "عُروةً عُروةً"، أي: تَنحَلُّ مُتتابِعةً واحدةً تِلْوَ الأُخرى؛ "فكلَّما انتَقَضَتْ عُروةٌ تَشبَّثَ النَّاسُ"، أي: تَمسَّكوا "بالَّتي تَلِيها"، والمعنى: أنَّ النَّاسَ لا يَترُكون الإسلامَ مرَّةً واحدةً، ولكنْ شيئًا فشيئًا، وذلك بأنْ يُهْمِلوا بعضَ أركانِه، ثُم بعضًا آخرَ، حتَّى لا يَبقَى منه شيءٌ؛ "فأَوَّلُهُنَّ نَقضًا الحُكمُ"، أي: تَرْكُ الحُكمِ بشَرعِ اللهِ تعالى، واستبدالُ أحكامٍ وَضْعيَّةٍ مِن حُكمِ الإنسانِ بالأحكامِ الشَّرعيَّةِ الَّتي وضَعَها اللهُ، وقيلَ: المقصودُ بالحُكمِ هو القضاءُ خاصَّةً، "وآخِرُهُنَّ الصَّلاةُ"، أي: آخِرُ شَيءٍ يَترُكُه النَّاسُ من الدِّينِ هي الصَّلاةُ، حتى إنْ أَتَوْا بها أَتَوْا بها على صِفةٍ لا تُقبَلُ
وفي الحديثِ: عَلامةٌ مِن علاماتِ النُّبوَّةِ، حيث أخبَر عن أُمورٍ غيبيَّةٍ وقَعَ بَعضُها، وسيَقَعُ البعضُ الآخَرُ كما أخْبَر