حديث أبي أمامة الباهلي الصدي بن عجلان بن عمرو ويقال: ابن وهب الباهلي، عن النبي صلى الله عليه وسلم 31
مسند احمد

حدثنا عبد الصمد، حدثني أبي، حدثنا عبد العزيز يعني ابن صهيب، عن أبي غالب، عن أبي أمامة: «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان» يصليهما بعد الوتر وهو [ص:585] جالس يقرأ فيهما إذا زلزلت الأرض وقل يا أيها الكافرون "
النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ هو الأُسْوةُ والقُدْوةُ، وقد تنوَّعتْ أفعالُه في العِبَادة؛ لِيُوسِّعَ على أُمَّته ويرْفَعَ عنهم الحَرَجَ
وفي هذا الحَديثِ يقولُ أبو أُمَامةَ الباهِليُّ رضِي اللهُ عنه: "كان رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُصلِّي رَكعتينِ بعْدَ الوِتْر"، وتُسمَّى هذه الصَّلاةُ "الزَّحافَة"، وذلك بعدَ أنْ يَنْتهيَ من صلاةِ قيامِ اللَّيلِ؛ فكان يُصلِّي ركَعتَينِ بعْدَ صَلاةِ الوِتْر؛ وذلك لِيَفْتحَ البابَ أمام مَنْ أحَبَّ التطوُّعَ بعدَها، ولم يُواظبْ على ذلك، بل فَعَلَهُ مرَّةً أو مراتٍ قليلةً؛ لأنَّ الأحاديثَ جاءتْ مُصرِّحةً بأنَّ آخِرَ صَلاتِهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في اللَّيلِ كانتْ وِتْرًا، وكان يُصلِّي هاتينِ الركعتينِ، "وهو جالسٌ"؛ وذلِكَ لأنَّ النَّبِيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يقومُ اللَّيلَ حتى تَتفطَّرَ قَدَمَاهُ كما في الصَّحيح، "يقْرَأُ فيهما"، أي: في الركْعة الأُولَى بعد الفاتِحةِ: {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا} [الزلزلة: 1]، وفي الركْعةِ الثَّانيةِ: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} [الكافرون: 1] وهُمَا سُورتانِ قَصيرتانِ من المُفصَّل