حديث أبي عبد الرحمن سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم 5

مسند احمد

حديث أبي عبد الرحمن سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم 5

حدثنا علي بن عاصم، حدثني أبو ريحانة، «وسماه علي عبد الله بن مطر» قال: أخبرني سفينة مولى رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوضئه المد، ويغسله الصاع من الجنابة»

نَهَتِ الشَّريعةُ عنِ الإسرافِ، وتَوعَّدَ اللهُ تَعالَى المُبذِّرينَ، والإسرافُ يَكونُ في كلِّ ما زادَ عن حاجةِ الإنسانِ، ولو كانَ ذلك في الماءِ، فعَلى المَرءِ المُسلِمِ أن يَقتصِدَ في استخدامِه للماءِ، حتَّى عندَ الغُسلِ أوِ الوُضوءِ

وفي هذا الحَديثِ يَروي الصَّحابيُّ سَفينةُ مَولى رسُولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يَغتسِلُ منَ الجَنابةِ بالصَّاعِ، والصَّاعُ: أربعةُ أمدادٍ، والمُدُّ مِقدارُ ما يَملأُ الكَفَّينِ، والصَّاعُ: يُساوي ثمانيةَ أرطالٍ، والرِّطلُ بالمقاديرِ الحديثةِ يُقدَّرُ بحسَبِ اختلافِ العُلماءِ؛ فقيلَ: إنَّه حَوالَي 380 جرامًا، أي: أقلَّ من نِصفِ لترٍ، وقيلَ: إنَّه يَزِنُ 538 جرامًا، أي: أكثرَ من نِصفِ لترٍ قليلًا، «ويَتطهَّرُ بالمُدِّ»، أي: يَتوَضَّأُ بمِقدارِ ما يَملأُ الكَفَّينِ مِنَ الماءِ، وهذا إخْبارٌ عنِ القَدرِ الذى كانَ يَكفيه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، لا أنَّه لا يَجوزُ ما زادَ على ذلك، وإنَّما يَختلِفُ الناسُ في ذلك؛ فمِنَ النَّاسِ مَن لا يَستطيعُ تَحقيقَ الوُضوءِ والغُسلِ على وَجهِه إلَّا بأكثرَ من ذلك، ولكن يَنبغي على كلِّ حالٍ عدَمُ الإسرافِ في الماءِ. وهذا من حُسنِ استخدامِ المَواردِ، وتَعظيمِ الفائدةِ منها بحُسنِ التَّصرُّفِ فيها بقَدرِ الحاجَةِ