حديث أبي قتادة الأنصاري 3
مسند احمد

حدثنا بشر بن المفضل أبو إسماعيل، حدثنا عبد الرحمن يعني ابن إسحاق، عن زيد بن أبي عتاب، عن عمرو بن سليم، عن أبي قتادة قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وهو يصلي يحمل أمامة، أو أميمة بنت أبي العاص، وهي بنت زينب، يحملها إذا [ص:197] قام، ويضعها إذا ركع حتى فرغ»
وفي هذا الحَديثِ يحكي أبو قَتادةَ الحارِثُ بنُ ربعيٍّ الأنصاريُّ رضِي الله عنه أنَّ رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خرَجَ عليهم وكان يَحمِلُ على عاتقِه -وهو الموضعُ ما بيْن الكَتِفِ والعُنُقِ- حَفيدتَه أُمامةَ بنتَ أبي العاصِ بنِ الرَّبيعِ الأُمَويِّ، وأمُّها زَينبُ بِنتُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وكانت صَبِيَّةً صَغيرةَ السِّنِّ، فصلَّى بهم الفريضةَ وهو يحمِلُها على عاتِقِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وعند أبي داودَ ذَكَر أنَّها كانت صلاةَ الظُّهرِ أو العَصرِ، فكان صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يحمِلُها في قيامِه، فإذا ركَعَ وضَعَها على الأرضِ، ثم يسجُدُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وإذا رفَع مِن الرُّكوعِ حمَلها صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ورفَعها معه، وفي روايةِ أبي داودَ أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يحمِلُها على عاتِقِه، فإذا ركع وضَعَها على الأرضِ ويركَعُ ويَسجُدُ، ثم يَرفَعُها إذا استوى قائمًا بعد السُّجودِ، ويفعَلُ هذا في كُلِّ ركعةٍ حتى فرغ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن صَلاتِه
والصَّلاةُ أفضَلُ الأعمالِ عندَ اللهِ، وقدْ أمَرَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بِلُزومِ الخُشوعِ فيها والإقبالِ عليها، ولم يَكُنْ حمْلُه لها مِمَّا يُضادُّ الخُشوعَ المأمورَ به فيها، وفى فِعلِه عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ ذلك أَعظمُ الأُسوةِ لنا؛ فيَنْبغي الاقتداءُ به في رَحمتِه صِغارَ الأولادِ وكبارَهم والرِّفقِ بهم؛ لأنَّ ذلك مِن أعمالِ البِرِّ الواجبِ الاتِّباعُ فيها
وفي الحَديثِ: مَشروعيَّةُ حَملِ الطِّفلِ أثناءَ الصَّلاةِ