حديث أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما 15

مسند احمد

حديث أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما 15

حدثنا إبراهيم بن خالد، قال: حدثنا رباح، عن معمر، عن الزهري، عن بعضهم، عن مولى لأسماء، عن أسماء، أنها قالت: كان المسلمون ذوي حاجة يأتزرون بهذه النمرة، فكانت إنما تبلغ أنصاف سوقهم، أو نحو ذلك، فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من كان يؤمن بالله، واليوم الآخر، يعني النساء، فلا ترفع رأسها حتى نرفع رءوسنا» كراهية أن تنظر إلى عورات الرجال من صغر أزرهم "

كانت النِّساءُ منذُ عَهدِ النُّبوَّةِ يَحضُرْنَ الصَّلاةَ في المسجِدِ مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأصحابِه رضِيَ اللهُ عنهم، وقد علَّمَهنَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ آدابَ الخروجِ وحُضورِ الصَّلاةِ؛ ومن ذلك أنْ تَخرُجَ المرأةُ غيرَ مُتزيِّنةٍ، ولا ومُتعَطِّرةٍ، ومُحتجِبةً، ولا تَختلِط بالرِّجالِ، وكان مَكانُ النِّساءِ خَلْفَ الرِّجالِ في آخِرِ المسجدِ

 وفي هذا الحديثِ يُوصي النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ النِّساءَ بقَولِه: "مَن كان مِنكنَّ يُؤمِنُ باللهِ واليومِ الآخِرِ"، أي: مَنِ اتَّصفَتْ بصِفَةِ الإيمانِ باللهِ واليومِ الآخِرِ، وما فيه مِن حسابٍ- "فلا تَرفَعْ رأسَها حتَّى يَرفَعَ الرِّجالُ رُؤوسَهم"، أي: مِن رُكوعٍ أو سُجودٍ حتَّى يُتِمَّ الرِّجالُ وُقوفَهم واستِواءَهم، وسبَبُ ذلك كما تقولُ أسماءُ بِنتُ أبي بَكْرٍ رضِيَ اللهُ عنهم: "كَراهةَ أن يَرَيْنَ مِن عَوْراتِ الرِّجالِ"، أي: خَشْيةَ أن تَقَعَ أعيُنُهنَّ على عَوْراتِ الرِّجالِ؛ لأنَّ أهلَ المدينةِ كانوا في أوَّلِ أمرِهم فُقراءَ؛ فمِنهم مَن كان لا يَملِكُ إلَّا الثَّوبَ الواحدَ، أو القصيرَ ليس له غيرُه، فإذا ركَع أو سجَد انكشَفَتْ عورتُه

 وفي الحديثِ: النَّهْيُ عن النَّظرِ إلى عَوْراتِ النَّاسِ في الصَّلاةِ، والتَّحرُّزُ مِن ذلك بالوسائلِ المتاحةِ