حديث السائب بن يزيد2

مسند احمد

حديث السائب بن يزيد2

حدثنا هارون بن معروف، قال عبد الله: وسمعته أنا من هارون، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: حدثني عبد الله بن الأسود القرشي، أن يزيد بن خصيفة حدثه، عن السائب بن يزيد، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا تزال أمتي على الفطرة ما صلوا المغرب، قبل طلوع النجوم "

صلاةُ المغرِبِ وقتُها ضَيِّقٌ، والتَّعجيلُ بها أمرٌ قد حثَّ عليهِ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، وفي هذا الحَديثِ يقولُ مَرثدُ بنُ عبدِ اللهِ: لمَّا ذَهبَ أبو أيُّوبَ الأنصاريُّ إلى مِصرَ غازِيًا، وكانَ عُقبةُ بنُ عامرٍ يومَئذٍ واليًا على مِصرَ، أي: أميرًا عليها لمعاويةَ بنِ أَبي سُفيانَ، "فأخَّرَ المغربَ"، أي: لم يُصلِّها في أوَّلِ وقتِها، "فقامَ إليهِ أبو أيُّوبَ فقالَ لهُ: ما هذِهِ الصَّلاةُ يا عُقبةُ؟" فقالَ عقبةُ رضِيَ اللهُ عنْه: "شُغِلْنا"، أي: هناكَ ما شَغلَنا عن صَلاتِها في أوَّلِ وقتِها، وهذا مِن الأمرِ بالمعروفِ والنَّهيِ عن المنكرِ ونُصحِ الأئمَّةِ؛ لأنَّ أبا أيُّوبَ مِن الصَّحابةِ الكِرامِ وهوَ أعلمُ بوقْتِ الصَّلاةِ. فقالَ أبو أيُّوبَ الأنصاريُّ رضِيَ اللهُ عنْه: أمَا سمعتَ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم يقولُ: "لا تَزالُ أُمَّتي بخيرٍ- أو قالَ: على الفِطرةِ-"، أي: يستمرُّ أمرُ الأمَّةِ على الخيرِ والسُّنَّةِ أو فِطرة الإسلامِ وفِطرة الحقِّ، "ما لم يُؤخِّروا المغرِبَ إلى أن تشتبِكَ النُّجومُ"، أي: إلى وقتِ ظُهورِها حتى لا يَخفى مِنها شيءٌ.

وفي الحديثِ: الحثُّ عَلى تَعجيلِ صلاةِ المغربِ.