حديث مالك بن عبد الله الخثعمي 2

مسند احمد

حديث مالك بن عبد الله الخثعمي 2

حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا ابن جابر، أن أبا المصبح الأوزاعي، حدثهم قال: بينا نسير في درب قلمية إذ نادى الأمير مالك بن عبد الله الخثعمي، رجلا يقود فرسه في عراض الجبل: يا أبا عبد الله ألا تركب؟ قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من اغبرت قدماه في سبيل الله ساعة من نهار، فهما حرام على النار»

 وعَدَ اللهُ سُبحانَه وتعالَى المُجاهِدينَ في سَبيلِه بالأجْرِ الجَزيلِ، والثَّوابِ العظيمِ؛ فحرَّمَ على النَّارِ أقْدامَهم الَّتي اغبَرَّتْ -أي: أصابَها الغُبارُ- في سَبيلِ اللهِ
 كما جاءَ في هذا الحَديثِ، وإنَّما ذكَرَ القَدَمينِ وإنْ كان الغُبارُ يعُمُّ البدَنَ كلَّه؛ لأنَّ أكثرَ المجاهِدينَ في ذلك الزَّمانِ كانوا مُشاةً، والأقدامُ تَتغبَّرُ على كلِّ حالٍ، سواءٌ كان الغبارُ قَويًّا أو ضَعيفًا، ولأنَّ أساسَ ابنِ آدَم على القدَمينِ، فإذا سَلِمَتِ القدَمانِ مِن النَّارِ سَلِمَ سائرُ أعضائِه منها، وهذا وعْدٌ مِن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ووَعْدُه حقٌّ.وسَبيلُ اللهِ وإنْ كان الأصلُ في إطلاقِه على الجِهادِ، فإنَّه يُطلَقُ أيضًا على كلِّ طاعةٍ، فيَشمَلُ الخارجَ إلى الصَّلاةِ، وطَلَبِ العِلمِ، ونحوِ ذلك؛ فعلَى ذلك يُرجَى لكلِّ مَن أصابَ قدَمَه الغُبارُ وهو يَسيرُ إلى أيِّ طاعةٍ كانتْ، أنَّه مُحرَّمٌ على النَّارِ