حديث نعيم بن همار الغطفاني 2

مسند احمد

حديث نعيم بن همار الغطفاني 2

 حدثنا الحكم بن نافع، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن كثير بن مرة، عن نعيم بن همار، أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الشهداء أفضل؟ قال: «الذين إن يلقوا في الصف لا يلفتون وجوههم حتى يقتلوا، أولئك يتلبطون في الغرف العلى من الجنة، ويضحك إليهم ربك، وإذا ضحك ربك إلى عبد في الدنيا فلا حساب عليه»

 أسْمى مَقاماتِ الشَّهادةِ هي الموتُ في سَبيلِ اللهِ؛ لتكونَ كلمةُ اللهِ هي العُليا، خاصَّةً الَّذي يُقاتِلُ في الصَّفِّ الأوَّلِ من هؤلاءِ، فإنَّ رُتبَتَهُ عِندَ اللهِ عَظيمةٌ
وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "أفضَلُ الشُّهَداءِ الَّذين يُقاتِلونَ في الصَّفِّ الأوَّل"؛ وذلِكَ أنَّ القَتْلَ في سَبيلِ اللهِ أفضَلُ أنْواعِ الشَّهاداتِ، ويَأتي مَن يُقتَلُ في الصَّفِّ الأوَّلِ أفضَلَهُم على الإطْلاقِ، لِمَا لهم مِن فَضلِ السَّبقِ إلى القِتالِ "فلا يَلفِتونَ وُجوهَهُم حتَّى يُقتَلوا" بمَعْنى أنَّهم لا يُحوِّلونَها عن مَقصِدِهم، وهذا كِنايةٌ عن صِدقِ نِيَّتِهِم، "أُولئِكَ يَتلبَّطونَ" يَتنَعَّمونَ، "في الغُرَفِ العُلا مِنَ الجَنَّةِ"، وهذا دَليلٌ على عُلُوِّ المَنزِلةِ والأجْرِ، "يَضحَكُ إليهم رَبُّكَ" إشارةً إلى رِضاهُ عزَّ وجلَّ، وهو ضَحِكٌ يَليقُ بذاتِهِ وجَلالِهِ دونَ تَكْييفٍ أو تَشبيهٍ، "فإذا ضَحِكَ ربُّكَ إلى عَبدٍ في مَوطِنٍ فلا حِسابَ عليه" تَأكيدٌ على أنَّه ليس عليهم حِسابٌ في الآخِرةِ
وفي الحَديثِ: تَرغيبٌ في جِهادِ أهْلِ الطُّغْيانِ والكُفرِ بحَدِّ السَّيفِ