‌‌فصل في المصافحة

‌‌فصل في المصافحة

وروينا في كتابي الترمذي وابن ماجه عن أبي هريرة أيضا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من عاد مريضا، أو زار أخا له في الله تعالى، ناداه مناد بأن طبت وطاب ممشاك، وتبوأت من الجنة منزلا " (1) .
، [فصل في استحباب طلب الإنسان من صاحبه الصالح أن يزوره، وأن يكثر من زيارته] .

حرص الإسلام على كل ما يعضد الصلة الطيبة بين الناس؛ فحث على التوادد والتآخي والتراحم، وجعل الأجر الجزيل لزيارة المريض أو الأخ في الله
وفي هذا الحديث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "من عاد"، أي: من زار، "مريضا، أو زار أخا له في الله"، أي: ففعل أيا من ذلك محتسبا لوجه الله سبحانه وتعالى، ابتغاء مثوبة منه لا لدنيا، "ناداه مناد"، أي: ملك من الملائكة: "أن طبت وطاب ممشاك"، أي: دعا له بذلك، ومعناها: أن طاب عيشك في الدنيا والآخرة، وطاب مشيك إلى تلك الزيارة؛ فهو مشي إلى الآخرة؛ لما يناله به من أجر، "وتبوأت من الجنة منزلا"، أي: اتخذت مكانا، وتهيأ لك في الجنة منزل من منازلها العالية، ودرجاتها الرفيعة.
وفي الحديث: الحث على عيادة المرضى، وتزاور الإخوة في الله.