مسند الصديقة عائشة بنت الصديق رضي الله عنها 97

مسند احمد

مسند الصديقة عائشة بنت الصديق رضي الله عنها 97
حدثنا ابن نمير، حدثنا يحيى، عن عمرة، عن عائشة قالت: لما جاء نعي جعفر بن أبي طالب وزيد بن حارثة وعبد الله بن رواحة جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرف في وجهه الحزن، قالت عائشة: وأنا أطلع من شق الباب، فأتاه رجل فقال: يا رسول الله، إن نساء جعفر، فذكر من بكائهن، فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينهاهن، فذهب الرجل، ثم جاء، فقال: قد نهيتهن، وإنهن لم يطعنه حتى كان في الثالثة، فزعمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «احثوا في أفواههن التراب» فقالت عائشة: قلت: أرغم الله بأنفك، والله ما أنت بفاعل ما قال لك [ص:364]، ولا تركت رسول الله صلى الله عليه وسلم

 المسلِمون هم أَوْلى النَّاسِ بمُعاونَةِ بعْضِهم بعضًا؛ وقدْ وردَتْ نُصوصٌ كثيرةٌ فيها الحثُّ على التَّعاوُنِ والمشاركَةِ، ورفْعِ الكرْبِ عن بعضِهم البعضِ

ومن ذلك ما جاء في هذا الحَديثِ الذي يقولُ فيه عبدُ اللهِ بنُ جَعفَرٍ رَضِي اللهُ عَنه: "لَمَّا جاء نعْيُ"، أي: خبَرُ موْتِ "جَعْفَرٍ"، أي: جَعْفَرِ بنِ أبي طالِبٍ ابنِ عمِّ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، الملقَّبِ بالطَّيَّارِ؛ لأنَّه عندَما استُشهِد في معركَةِ مؤتَةَ، وهي عند تَبوكَ، فقَد ذِراعَيْه وهو يُحافِظُ على رايَةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم مُجاهِدًا في سَبيلِ الله عزَّ وجلَّ وأبدَله اللهُ بهما جَناحَين يَطيرُ بهما في الجنَّةِ، قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "اصنَعوا لأهْلِ جَعْفَرٍ طَعامًا"، أي: أعِدُّوا لهم ووفِّروا لهم الطَّعامَ؛ وذلك بسبَبِ "فإنَّه قد جاءهم ما يَشغَلُهم"، أي: ما يَحدُثُ لهم مِن حزْنٍ وهَمٍّ وغَمٍّ، وتعزيَةِ النَّاسِ لهم، ونحوِ ذلك مِن أمُورٍ

 وفي الحديثِ: مشاركَةُ النَّاسِ لبعضِهم عندَ الحاجَةِ

وفيه: الأمْرُ بصُنْعِ الطَّعامِ لأهْلِ الميِّتِ للتَّخفِيفِ عنهم، وتسلِيتِهم، وتيسِيرِ أمُورِهم الَّتي تتعطَّلُ بسبَبِ حُزْنِهم