‌‌مسند عبد الله بن العباس بن عبد المطلب عن النبي صلى الله عليه وسلم235

مسند احمد

‌‌مسند عبد الله بن العباس بن عبد المطلب عن النبي صلى الله عليه وسلم235

حدثنا يونس، وعفان، قالا: حدثنا حماد بن سلمة، عن أيوب، قال عفان (2) : أخبرنا أيوب، وقيس، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أخر العشاء ذات ليلة، حتى نام القوم، ثم استيقظوا، ثم ناموا، ثم استيقظوا " - قال قيس: - فجاء عمر بن الخطاب، فقال: الصلاة يا رسول الله، قال: " فخرج فصلى بهم ولم يذكر أنهم توضئوا " (3)

الصَّلاةُ عِبادةٌ توقيفيَّةٌ، وقد علَّمَنا النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم فرائضَها وسُننَها وآدابَها، وما يجوزُ فيها وما لا يجوزُ.

 وفي هذا الحديثِ يَروي عبدُ اللهِ بنُ عبَّاسٍ: أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أخَّر الصَّلاةَ" وهي صلاةُ العشاءِ، وقد بيَّنَت رِوايةُ مُسلمٍ: أنَّ النَّبِيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يُنَاجِي رَجُلًا، فلمْ يزَلْ يُناجِيهِ، "حتَّى نام النَّاسُ، ثمَّ اسْتَيقظوا، ثمَّ ناموا، ثمَّ اسْتَيْقظوا"، أي: نام الحاضِرون قعودًا على هيئةِ انتظارِ الصَّلاةِ، قاعدينَ في صُفوفِهم، "فجاء عمرُ" لِيُنادِيَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، "فقال: الصَّلاةُ يا رسولَ اللهِ"، أي: حانتِ الصَّلاةُ يا رسولَ اللهِ ووجَبَتْ، "فصَلُّوا، ولم يَذكُرْ أنَّهم تَوضَّؤوا"، أي: صَلُّوا ولم يَتوضَّؤوا بعدَ أنْ كانوا نِيامًا؛ وذلك لأنَّهم كانوا على هيئةٍ تُحافِظُ على الوضوءِ ولا تَنقُضُه؛ فقد ناموا جلوسًا لا مُضْطجعينَ.

وفي الحديثِ: مشروعيَّةُ تأخيرِ صلاةِ الجماعةِ عن أوَّلِ وقْتِها إنْ عرَضَت حاجةٌ للإمامِ، بخلافِ المأمومِ؛ لأنَّه لا يَتقيَّدُ به غيرُه.