باب دعاء الإنسان لمن سقاه ماء أو لبنا ونحوهما

باب دعاء الإنسان لمن سقاه ماء أو لبنا ونحوهما

وروينا فيه عن عمرو بن أخطب - بالخاء المعجمة وفتح الطاء رضي الله عنه قال: " استسقى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته بماء في جمجمة وفيها شعرة فأخرجتها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم جمله، قال الراوي: فرأيته ابن ثلاث وتسعين أسود الرأس واللحية " (1) .
قلت: الجمجمة، بجيمين مضمومتين بينهما ميم ساكنة، وهي قدح من خشب وجمعها جماجم، وبه سمي دير الجماجم، وهو الذي كانت به وقعة ابن الأشعث مع
الحجاج بالعراق، لأنه كان يعمل فيه أقداح من خشب، وقيل: سمي به لأنه بني من جماجم القتلى لكثرة من قتل.

كان النبي صلى الله عليه وسلم يتلطف مع أصحابه ويتودد إليهم، وقد أكرم كثيرا من الصحابة بالدعاء لهم، والتلطف معهم، وإشعارهم بالقرب منه صلى الله عليه وسلم
وفي هذا الحديث يقول أبو زيد عمرو بن أخطب رضي الله عنه: "استسقى رسول الله صلى الله عليه وسلم" طلب صلى الله عليه وسلم ماء ليشرب، "فأتيته بإناء فيه ماء، وفيه شعرة فرفعتها"، أي: فأزالت تلك الشعرة عن الإناء قبل أن أقدمه للنبي صلى الله عليه وسلم، "ثم ناولته" فدعا له النبي صلى الله عليه وسلم بالجمال قائلا: "اللهم جمله"، قال التابعي أبو نهيك الأزدي: "فرأيته بعد ثلاث وتسعين سنة، وما في رأسه ولحيته شعرة بيضاء"؛ ببركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم.
وفي الحديث: منقبة وفضيلة لأبي زيد عمرو بن أخطب رضي الله عنه