باب دعاء الكرب والدعاء عند الأمور المهمة

باب دعاء الكرب والدعاء عند الأمور المهمة

وروينا فيه عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أهمه الأمر
رفع رأسه إلى السماء فقال: سبحان الله العظيم، وإذا اجتهد في الدعاء قال: " يا حي يا قيوم ".

كان النبي صلى الله عليه وسلم شديد الصلة بربه في السراء والضراء، وكانت له أذكار معينة في الملمات والشدائد، وقد نقلها لنا الصحابة الكرام رضوان الله عليهم، ومن ذلك قول أنس بن مالك رضي الله عنه في هذا الحديث: "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كربه أمر"، أي: أصابه الكرب والهم من أمر واشتد عليه شأنه، "قال"، أي: النبي صلى الله عليه وسلم: "يا حي"، أي: دائم البقاء وحده، ويفنى كل شيء غيره "يا قيوم"، أي: القائم بذاته، الذي يقوم بتدبير شؤون غيره، والحي والقيوم هما على أكثر الأقوال الاسم الأعظم لله سبحانه وتعالى، "برحمتك أستغيث"، أي: برحمتك التي وسعت كل شيء أطلب الإعانة منك يا ألله.
وحياة القلب تكون بتخلصه مما سوى الله تعالى، والكرب ينافي ذلك ويشغل القلب؛ لذا توسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى الله باسمه "الحي"؛ لإزالة ما يضاد حياة قلبه، وبالقيوم؛ لإقامة القلب على نهج الفلاح.
وفي الحديث: التوسل بأسماء الله وصفاته؛ لرفع الكرب.