ذكر الإخبار عما يستحب للمرء كثرة سماع العلم ثم الاقتفاء والتسليم3
صحيح ابن حبان

أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا أبو عامر العقدي قال حدثنا سليمان بن بلال عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن عبد الملك بن سعيد بن سويد عن أبي حميد وأبي أسيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا سمعتم الحديث عني تعرفه قلوبكم وتلين له أشعاركم وأبشاركم وترون أنه منكم قريب فأنا أولاكم به وإذا سمعتم الحديث عني تنكره قلوبكم وتنفر عنه أشعاركم وأبشاركم وترون أنه منكم بعيد فأنا أبعدكم منه"1. [66:3]
للأذانِ بالصَّلاةِ وللمُؤذِّنِينَ فَضلٌ كَبيرٌ عند اللهِ تعالَى، وحتى لا يُحرَمَ المستَمِعُ مِن هذا الأجرِ فقدْ أُمِرَ أنْ يُرَدِّدُه وراءَ المؤذِّنِ، كما في هذا الحَديثِ، حيثُ قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «إذا سَمِعْتُمُ النِّداءَ» والمرادُ به الأذانُ للفرائضِ الخَمسِ، «فقُولوا مِثْلَ ما يقولُ المُؤَذِّنُ»، فعلَى المستَمِعِ أنْ يقولَ كلماتِ الأذانِ بمِثلِ ما يقولُ المؤذِّنُ؛ وقد عَلَّمَنا النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كيف نقولُ ذلك؛ ففي صَحيحِ مُسلِمٍ قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «إذا قال المؤذِّنُ: اللهُ أكبَرُ اللهُ أكبَرُ، فقال أحَدُكم: اللهُ أكبَرُ اللهُ أكبَرُ، ثمَّ قال: أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، قال: أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، ثمَّ قال: أشهَدُ أنَّ محمدًا رسولُ اللهِ، قال: أشهَدُ أنَّ محمدًا رسولُ اللهِ، ثمَّ قال: حَيَّ على الصَّلاةِ، قال: لا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلَّا باللهِ، ثمَّ قال: حَيَّ على الفَلاحِ، قال: لا حَولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللهِ، ثمَّ قال: اللهُ أكبَرُ اللهُ أكبَرُ، قال: اللهُ أكبَرُ اللهُ أكبَرُ، ثمَّ قال: لا إلهَ إلَّا اللهُ، قال: لا إلهَ إلَّا اللهُ، مِن قَلبِه؛ دخَلَ الجنَّةَ»، فبيَّنَ أنَّ جَزاءَ ترديدِ الأذانِ خلْفَ المؤَذِّنِ يَكونُ سببًا لدُخولِ الجنَّةِ..