باب دعاء الكرب والدعاء عند الأمور المهمة

وروينا في سنن أبي داود، وابن ماجه، عن أسماء بنت عميس رضي الله عنها، قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " ألا أعلمك كلمات تقولينهن عند الكرب - أو في الكرب - الله الله ربي لا أشرك به شيئا ".
كان النبي صلى الله عليه وسلم يربي أصحابه على التقوى، وحسن التوجه واللجوء إلى الله في كل الأحوال، وكان يعلمهم ما ينفعهم من الأدعية والأذكار
وفي هذا الحديث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا أصاب أحدكم غم أو كرب"، أي: أصابه الحزن وضيق النفس؛ لمصيبة ألمت به، "فليقل: الله، الله" وكرر لفظ الجلالة؛ استلذاذا بذكره، واستحضارا لعظمته، وتأكيدا للتوحيد؛ فإنه الاسم الجامع لجميع الصفات الجلالية والجمالية والكمالية، "ربي"، أي: هو ربي المحسن إلي بإيجادي من العدم، وتوفيقي لتوحيده وذكره، والمربي لي بجلائل نعمه، والمالك الحقيقي لشأني كله، ثم أفصح بالتوحيد فقال: "لا أشرك به شيئا"، أي: ليس معه أحد يشاركه في كماله وجلاله، وجماله وعبوديته، وما يجب له وما يستحيل عليه، والمراد أن قول ذلك يفرج الهم والغم، والضنك والضيق إن صدقت النية.
وفي الحديث: تربية نبوية، وإرشاد إلى التوجه إلى الله بالدعاء في النوائب والملمات.
وفيه: بيان الأثر النافع لذكر الله .