حديث أبي أمامة الباهلي الصدي بن عجلان بن عمرو ويقال: ابن وهب الباهلي، عن النبي صلى الله عليه وسلم 12

مسند احمد

حديث أبي أمامة الباهلي الصدي بن عجلان بن عمرو ويقال: ابن وهب الباهلي، عن النبي صلى الله عليه وسلم 12

حدثنا زيد بن الحباب، حدثنا معاوية بن صالح، حدثني سليم بن عامر قال [ص:487]: سمعت أبا أمامة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب الناس في حجة الوداع وهو على الجدعاء واضع رجله في غرز الرحل يتطاول يقول: «ألا تسمعون؟» فقال رجل من آخر القوم: ما تقول؟ قال: «اعبدوا ربكم، وصلوا خمسكم، وصوموا شهركم، وأدوا زكاة أموالكم، وأطيعوا ذا أمركم تدخلوا جنة ربكم» قلت له: فمذ كم سمعت هذا الحديث يا أبا أمامة؟ قال: وأنا ابن ثلاثين سنة

التَّقرُّبُ إلى اللهِ تعالى بأداءِ ما افتَرَضَ مِن صَلاةٍ وصِيامٍ وزَكاةٍ وحَجٍّ، مِن أحبِّ الأشياءِ إليهِ سُبحانه، ومِن أعظَمِ أسبابِ دُخولِ الجنَّةِ
وفي هذا الحَديثِ يقولُ أبو أُمامةَ الباهليُّ: سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَخطُبُ في حِجَّةِ الوَداعِ، فقال: "إنَّه لا نَبِيَّ بعْدي ولا أُمَّةَ بَعْدكم"، أي: إنَّه آخِرُ الأنبياءِ وخاتَمُهم، وأُمَّتُه آخِرُ أُمَمِ الأنبياءِ؛ فلا نبِيَّ بَعْده ولا أُمَّةَ بَعْدهم، "ألا فاعْبُدُوا رَبَّكم"، أي: أدُّوا ما أمرَكُم به من العِباداتِ وقُوموا به حقَّ قِيامِه، "وصَلُّوا خَمْسَكم"، أي: وأدُّوا ما فرَضَ اللهُ علَيكم مِن الصَّلواتِ الخَمسِ في أوقاتِها وحافِظوا عليها، "وصُوموا شَهْرَكم"، أي: شهْرَ رمَضانَ، "وأدُّوا زَكاةَ أموالِكم"، أي: وأخْرِجوا حَقَّ اللهِ علَيكم مِن أمْوالِكم إذا بلَغَتِ النِّصابَ وأتى عليها الحَولُ، "طَيِّبةً بها أنفُسُكم"، أي: أدُّوا الزَّكاةَ وأنتم راضونَ ومُتقبِّلون، "وأطِيعوا أُمَراءَكم"، أي: وأطِيعوا أولياءَ الأمرِ علَيكم، ولا تَعْصُوهم ولا تُخالِفوهم، وطاعتُهم تكونُ في المعروفِ، وأمَّا إذا أَمَروا بشَيءٍ فيه مَعصيةٌ للهِ تعالى، فلا طاعةَ لِمَخلوقٍ في مَعصيةِ الخالِقِ، "تَدْخُلوا جَنَّةَ ربِّكم"، أي: يكونُ جَزاؤُكم إذا فعَلتُم ذلك: أنْ يُدخِلَكم اللهُ الجَنَّةَ؛ فجزاءُ مَن أدَّى فرْضَ اللهِ عليه الجنَّةُ ونَعيمُها
 وفي الحَديثِ: الأمرُ بأداءِ ما افتَرضَ اللهُ؛ مِن صَلاةٍ، وصِيامٍ، وزَكاةٍ
وفيه: الأمرُ بطاعةِ وليِّ الأمرِ وعَدمِ مُخالَفتهِ أو عِصْيانِه ما لم يأمُرْ بمَعصيةٍ