حديث أبي أمامة الباهلي الصدي بن عجلان بن عمرو ويقال: ابن وهب الباهلي، عن النبي صلى الله عليه وسلم 20

مسند احمد

حديث أبي أمامة الباهلي الصدي بن عجلان بن عمرو ويقال: ابن وهب الباهلي، عن النبي صلى الله عليه وسلم 20

حدثنا حجاج، أخبرنا حريز، حدثني سليم بن عامر، عن أبي غالب [ص:521]، عن أبي أمامة قال: «ما كان يفضل على أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم خبز الشعير»

كانتْ حياةُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم مِثالًا في الزُّهدِ وشِدَّةِ الحالِ، مع تَمكينِ اللهِ له وفَتحِه عليه، ولكنَّ الدُّنيا كانتْ في يدِه لا في قَلبِه، وآثَر ما يَبْقى على ما يَفْنى، وضَرَبت أمَّهاتُ المؤمنين زَوجاتُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم أروعَ الأمثلةِ في الصَّبرِ على البلاءِ، وإيثارِ ما عندَ اللهِ سبحانه وتعالى على ما هو فانٍ
 وفي هذا الحديثِ يقولُ أبو أُمامةَ رضِيَ اللهُ عَنه: "ما كان يَفضُلُ عن أهلِ بيتِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم خبزُ الشَّعيرِ"، أي: لم يَكُنْ خبزُ الشَّعيرِ فائِضًا عن حاجَتِهم، بل ربَّما كان أقلَّ مِنها، وهذا الخبزُ مِن أشَدِّ أنواعِ المخبوزاتِ طَعمًا ومَذاقًا وملمَسًا؛ ففيه خُشونةٌ وصلابةٌ، ولا يَستَسيغُه كثيرٌ مِن النَّاسِ، ومع ذلك فقد كان النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّمَ لا يَجِدُه لِيَشبَعَ منه هو وأهلُه، ولا تَعارُضَ بينَ هذا الحديثِ وما ورَدَ "أنَّه كان يأخُذُ ممَّا أفاء اللهُ عليه مِن بَني النَّضيِر وفدَكٍ قوتَه وقوتَ عيالِه سَنةً، ثمَّ يَجعَلُ ما فضلَ من ذلك في الكُرَاعِ والسِّلاحِ عُدَّةً في سبيلِ اللهِ"؛ لأنَّه لم يَكُنْ يَكنِزُ مالًا، وكان كثيرَ الصَّدَقةِ، وكان الضِّيفانُ تأتيه فيُكرِمُهم بما عنده حتَّى يَنتهِيَ، وربَّما كان هذا حالَهم في وَقتٍ دون وقتٍ، أو في أكثرِ الأوقاتِ
وفي الحديثِ: بيانٌ لزُهدِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، وأهلِ بيتِه رضِيَ اللهُ عَنهنَّ