حدثنا أبو سعيد، حدثنا عبد الله بن بجير، حدثنا سيار [ص:467]: أن أبا أمامة ذكر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " يكون في هذه الأمة في آخر الزمان رجال، أو قال: يخرج رجال من هذه الأمة، في آخر الزمان معهم أسياط كأنها أذناب البقر يغدون في سخط الله ويروحون في غضبه "
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَعِظُ النَّاسَ بما يُرغِّبُهم في الجنَّةِ، ويُنفِّرُهم مِن النَّارِ
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أَبا هُريرةَ رَضيَ اللهُ عنه بأنَّه يوشكُ ويَقتربُ إنْ طالتْ به مُدَّةُ عيشِه أن يَرى قومًا وهُم أَعوانُ الظَّلمةِ في أَيديهمْ مِثلُ أَذنابِ البقرِ في الضَّخامةِ وفي طُولِها وغِلَظِها، وهي سَوطٌ طويلٌ ولَه ريشةٌ، يَضربونَ بِها النَّاسَ ظُلمًا بغيرِ حقٍّ أو يَضرِبون به مِن اتُّهِمَ في شَيءٍ ليُصدَّقَ في إقرارِه، وقيل: هُم أعوانُ والي الشُّرطةِ المعْرُوفون بالجلَّادِين، فإذا أُمِروا بالضَّربِ تَعدَّوا المشروعَ في الصِّفةِ والمقدارِ، فهؤلاء يَغدُونَ في غَضبِ اللهِ ويَروحونَ في سَخطِ اللهِ، يَعني هُم أبدًا في غَضبِ اللهِ وسَخطِه لا يَرضَى عَنهمْ؛ فهُمْ يُصبحونَ ويُمسونَ يُؤذونَ النَّاسَ ويُروِّعونَهم، وهَذا ضَرْبٌ في باطلٍ ومُتابعةٍ لِلهوى، وَلا يَتناولُ هذا الذمُّ الضَّربَ في الحُدودِ وَلا في التَّعزيرِ الشَّرعيِّ
وفي الحديثِ: عَلامةٌ مِن عَلاماتِ النُّبوَّةِ