حديث أبي الدرداء 12
مسند احمد

حدثنا إسحاق بن عيسى، حدثنا يحيى بن حمزة، عن زيد بن واقد، حدثني بسر بن عبيد الله، حدثني أبو إدريس الخولاني، عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بينا أنا نائم إذ رأيت عمود الكتاب احتمل من تحت رأسي، فظننت أنه مذهوب به، فأتبعته بصري، فعمد به إلى الشام، ألا وإن الإيمان حين تقع الفتن بالشام»
مِن أنواعِ الوَحيِ الذي كان يَأتي للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الرُّؤيا في المَنامِ، فرُؤيا الأنبياءِ وحيٌ، وقد جاءَ أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان لا يَرى رُؤيا إلَّا جاءَت مِثلَ فلَقِ الصُّبحِ
ومِن ذلك ما جاءَ في هذا الحَديثِ؛ يَقولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: بَينا أنا نائِمٌ، أي: بَينَما أنا في نَومي فرَأيتُ رُؤيا، وهيَ أنَّ عَمودَ الكِتابِ، أي: الدِّينِ، احتُمِلَ مِن تَحتِ رَأسي، أي: مِن تَحتِ وِسادَتي، فظَنَنتُ أنَّه مَذهوبٌ به، أي: سيُذهَبُ به عن أهلِ الأرضِ، فأتبَعتُه بَصَري، أي: جَعَلتُ أُراقِبُه ببَصَري أينَ يَذهَبُ، فعُمِدَ به، أي: قُصِدَ به، إلى الشَّامِ. ففي رِوايةٍ موضَّحةٍ: فأتبَعتُه بَصَري فإذا هو نورٌ ساطِعٌ حَتَّى وُضِع بالشَّامِ. ألَا وإنَّ الإيمانَ حينَ تَقَعُ الفِتَنُ، أي: فِتَنُ المَلاحِمِ، بالشَّامِ، أي: أنَّ تَفسيرَ هذه الرُّؤيا هيَ أنَّ الفِتَنَ إذا وقَعَت فإنَّ الأمانَ بالشَّامِ، كما في رِوايةٍ أُخرى، ففيها الإيمانُ والأمانُ
وفي الحَديثِ مَشروعيَّةُ التَّحديثِ بالرُّؤيا
وفيه فضلُ الشَّامِ