حديث الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهما 4
مسند احمد

حدثنا عفان، حدثنا يزيد يعني ابن إبراهيم وهو التستري، حدثنا محمد، قال: نبئت أن جنازة مرت على الحسن بن علي، وابن عباس، رضي الله عنهم، فقام الحسن، وقعد ابن عباس، فقال الحسن لابن عباس: ألم تر إلى " النبي صلى الله عليه وسلم مرت به جنازة فقام "، فقال ابن عباس: بلى، " وقد جلس "، فلم ينكر الحسن ما قال ابن عباس رضي الله عنهما
كان صَحابةُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم لا يُقْدِمون على أمرٍ يكونُ فيه شُبهةٌ إلَّا بعدَ أن يَرجِعوا إليه ويَفصِلَ لهم فيه؛ فإمَّا بالجَوازِ أو النَّهيِ
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ أبو رافعٍ مولى النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم: "أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم بعَث رجُلًا مِن بَني مَخزومٍ على الصَّدقةِ"، أي: ساعِيًا لِيَجمَعَ الزَّكاةَ، وقيل: إنَّ هذا الرَّجُلَ هو: الأرقَمُ بنُ أبي الأرقَمِ، فقال الرَّجلُ لأبي رافِعٍ: "اصحَبْني"، أي: رافِقْني وصاحِبْني فيما كلَّفني به رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم؛ "كَيما تُصيبَ منها"، أي: تُحصِّلَ وتأخُذَ مِن تلك الصَّدقةِ، فقال أبو رافعٍ: "لا، حتَّى آتيَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم فأسألَه"، أي: لن أخرُجَ وأحصُلَ منها على شيءٍ حتَّى يُبيِّنَ لِيَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم حُكمَ الصَّدقةِ، "فانطَلَق"، أي: ذهب "إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم فسأَله"، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم: "إنَّ الصَّدقةَ لا تَحِلُّ لنا"، أي: للنَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم ولبَني عبدِ المطَّلِبِ وبني هاشمٍ، "وإنَّ مَوالِيَ القومِ"، أي: عُتقاءَهم "مِن أنفُسِهم"، أي: حُكمُهم حُكمُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم وأهلِهِ في الصَّدقةِ، فتَحرُمُ على مَواليهم أيضًا