مسند الصديقة عائشة بنت الصديق رضي الله عنها 177
مسند احمد

حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا يونس، عن مجاهد، قال: قالت عائشة: «كان لآل رسول الله صلى الله عليه وسلم وحش، فإذا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لعب واشتد، وأقبل وأدبر، فإذا أحس برسول الله صلى الله عليه وسلم قد دخل، ربض، فلم يترمرم ما دام رسول الله صلى الله عليه وسلم في البيت، كراهية أن يؤذيه»
في هذا الحديثِ تحكي عائشةُ رضِيَ اللهُ عنها: أنَّه "كان لأهلِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وحشٌ"، والوحشُ أحدُ الوحوشِ، وهي حيوانُ البَرِّ، "فإذا خرَجَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لعِبَ وذهَبَ وجاء"، أي: انطلَقَ في البيتِ وتَحرَّكَ، "فإذا جاء رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ربَضَ"، أي: استكان وثبَتَ في مكانِه وهدَأَ، مِن الرُّبوضِ، ورُبوضُ الغنَمِ والبقَرِ والفرَسِ والكلْبِ، كبُروكِ الجمَلِ وحُشومِ الطَّيرِ، "فلم يَترمْرَمْ"، أي: لم يُصدِرْ صوتًا، "ما دام رسولُ اللهِ في البيتِ"؛ وذلك حتى لا يُؤذِيَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بصَوتِه أو حَركتِه. وهذا مِن تَوفيقِ اللهِ للحيواناتِ؛ أنْ تَتأدَّبَ في حضرةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ تكريمًا له، وإظهارًا للمُعجزةِ النَّبويَّةِ في معرفةِ الحيواناتِ له. وهذا الوحشُ صِيدَ خارجَ حَرَمِ المدينةِ، وقد كانوا يُؤوونَ الوحوشَ ويتَّخِذونها ويَغلِقون دونَها الأبوابَ
وفي الحديثِ: مَشروعيَّةُ اقتناءِ الوُحوشِ في البيتِ