ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به عبدة بن سليمان195
صحيح ابن حبان

أخبرنا عمر بن محمد الهمداني بالصغد قال حدثنا عيسى بن حماد قال أخبرنا الليث بن سعد عن هشام بن عروة عن موسى بن عقبة عن عبد الله الأودي
عن بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " ألا أخبركم بمن تحرم عليه النار قالوا بلى يا رسول الله قال على كل هين لين قريب سهل" 1. [1: 2]
لقدْ حثَّ الإسلامُ على الأخلاقِ الحَسَنةِ في مُعامَلةِ النَّاسِ؛ فرَغَّبَ في حُسْنِ مُعاشَرتِهِمْ واللِّينِ معهم.
وفي هذا الحديثِ يَقولُ الرَّسولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أَلَا أُخْبِرُكُمْ "بمَنْ يَحْرُمُ على النَّارِ"، أي: يُمْنَعُ ويُحْجَزُ عن دُخولِها، فيُعافى منها، "وبمَنْ تَحْرُمُ عليه النَّارُ؟" أي: تُصْبِحُ النَّارُ مُحرَّمةً عليه فلا يَدْخُلُها، هي مِنْ بابِ التَّأكيدِ، فهي كالجُمْلةِ السَّابِقةِ، ثُمَّ أَوْضَحَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم صِفَةَ المُعافى مِنَ النَّارِ فقال: "على كُلِّ قَريبٍ"، أي: قريبٍ إلى النَّاسِ "هَيِّنٍ"، أي: يتَّصِفُ بالسُّكونِ والوَقارِ، واللِّينِ في تصرُّفاتِهِ مع النَّاسِ "سَهْلٍ"، أي: سَهْلِ المُعامَلةِ والخُلُقِ، مُيسِّرٍ على النَّاسِ.
وفي الحديثِ: الحَثُّ على لَينِ الجانِبِ في مُعامَلةِ النَّاسِ.