ذكر نفي وجود الثواب على الأعمال في العقبى لمن أشرك بالله في عمله133
صحيح ابن حبان

أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار قال حدثنا يحيى بن معين قال حدثنا محمد بن بكر قال حدثنا عبد الحميد بن جعفر قال حدثني أبي عن زياد بن ميناء
عن أبي سعيد بن أبي فضالة الأنصاري2 وكان من الصحابة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " إذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة ليوم لا ريب فيه نادى مناد من كان أشرك في عمله لله أحدا فليطلب ثوابه من عنده فإن الله أغنى الشركاء عن الشرك" 1. [2:109]
للشِّركِ عاقبةٌ وخيمةٌ، وآثارٌ جَسيمةٌ؛ فإنَّه يُحبِطُ عملَ كلِّ عاملٍ، وإنْ كان مجتهِدًا؛ لفَسادِ أهمِّ شَرطٍ مِن شُروطِ العمَلِ، وهو الإيمانُ وإخلاصُ العَملِ للهِ عزَّ وجلَّ دونَ غيرِه.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ الرَّسولُ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "إذا جمَع اللهُ النَّاسَ يومَ القيامةِ ليومٍ لا ريبَ فيه"، أي: للحِسابِ في يومِ القيامةِ، وهو يومٌ لا شكَّ فيه، "نادى مُنادٍ: مَن كان أَشرَك في عمَلٍ عَمِله للهِ أحَدًا فليَطْلُبْ ثَوابَه مِن عندِ غيرِ اللهِ؛ فإنَّ اللهَ أغنى الشُّركاءِ عن الشِّركِ"، أي: مَن عَمِل عمَلًا لغيرِ اللهِ، دونَ إخلاصٍ أو مع إشراكِ غيرِ اللهِ فيه فهو مَردودٌ في وَجهِه؛ لأنَّه لا يُعْطي الأجرَ والثَّوابَ إلَّا اللهُ عزَّ وجلَّ، وهو أكثرُ الأغنياءِ والشُّرَكاءِ غِنًى عن أنْ يَكونَ له شريكٌ في المُلكِ، أو يُوجَّهَ العمَلُ إليه مِن دونِ اللهِ.
وفي الحديثِ: التَّحذيرُ مِن الرِّياءِ والشِّركِ.
وفيه: الحَثُّ على إخلاصِ النِّيَّةِ، والعملِ للهِ عزَّ وجلَّ.