باب أحاديث الدجال وأشراط الساعة وغيرها 5

بطاقات دعوية

باب أحاديث الدجال وأشراط الساعة وغيرها 5

عن أنس  - رضي الله عنه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «يتبع الدجال من يهود أصبهان (1) سبعون ألفا عليهم الطيالسة». رواه مسلم. (2)

كان النبي صلى الله عليه وسلم يحذر أمته فتنة الدجال، وقد أعلمه الله تعالى بأمور الدجال، وما يقع معه من أحداث، وبمن سيتبعه من الجهلة والكفار واليهود؛ حتى نكون على حذر، وإيمانا بصدق رسالته
وفي هذا الحديث يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الدجال سيتبعه ويلحقه ويطيعه بعد خروجه سبعون ألفا من يهود أصبهان، وهي مدينة بالمشرق، قيل: إن أصبهان اسم لمدينتين إحداهما في العراق، وهي المرادة هنا، وثانيتهما في بلاد فارس، ويكون هؤلاء اليهود يلبسون الطيالسة، وهو الثوب الذي به خطوط، وهو كساء يوضع على الكتف، أو يحيط بالبدن، مثل الرداء أو العباءة، وقيل: هو ما يعرف بالشال، وقيل: المراد بالطيلسان هنا هو الطيلسان الأخضر المدور، وهو لباس اليهود قديما والعجم أيضا، وهو على شكل غطاء الرأس الطويل؛ يرسل من وراء الظهر والجانبين، قيل: هو من شعار اليهود، وهو غير الطيسان المربع الذي يدار من تحت الحنك ويغطي الرأس وأكثر الوجه ويجعل طرفاه على الكتفين.
والدجال من الدجل، وهو التغطية، سمي به؛ لأنه يغطي الحق بباطله، وهو شخص من بني آدم، يدعي الألوهية، وظهوره من العلامات الكبرى ليوم القيامة، يبتلي الله به عباده، وأقدره على أشياء من مقدورات الله تعالى: من إحياء الميت الذي يقتله، ومن ظهور زهرة الدنيا والخصب معه، وجنته وناره، ونهريه، واتباع كنوز الأرض له، وأمره السماء أن تمطر فتمطر، والأرض أن تنبت فتنبت؛ فيقع كل ذلك بقدرة الله تعالى ومشيئته