باب استحباب سؤال الشهادة

وروينا في سنن أبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجه عن معاذ رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من سأل الله القتل من نفسه صادقا، ثم مات أو قتل فإن له أجر شهيد " قال الترمذي: حديث حسن صحيح (1) .
"ومن جرح جرحا في سبيل الله أو نكب نكبة" والنكبة بمعنى الجرح، وقيل: إن الجرح ما أصيب به من العدو، والنكبة ما أصاب به نفسه عن غير قصد، "فإنها تجيء"، أي: هذا الجرح أو تلك النكبة "يوم القيامة كأغزر ما كانت"، أي: يكون سيلان الدم منها كأبلغ ما يكون، "لونها لون الزعفران"، أي: أحمر يميل إلى الصفرة، والزعفران: نبات ذو لون ورائحة طيبة، "وريحها ريح المسك. ومن خرج به خراج" يعني: القروح والدمامل التي تصيب البدن، وكانت إصابته بالخراج بسبب قتاله "في سبيل الله، فإن عليه طابع الشهداء"، أي: كان ذلك الخراج كأنه خاتم مختوم به يدل على أنه من الشهداء حين يوافي الله عز وجل يوم القيامة
وفي الحديث: الحث على الجهاد وبذل النفس في سبيل الله عز وجل، والترغيب في ذلك؛ لعظم ثوابه.
وفيه: أن من جعل نيته في عمل شيء خالصة لوجه الله، أعطاه الله أجر ذلك العمل وإن لم يفعله..