باب التعزية

باب التعزية

وروينا في سنن ابن ماجه، والبيهقي، بإسناد حسن، عن عمرو بن حزم رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما من مؤمن يعزي أخاه بمصيبته إلا كساه الله عز وجل من حلل الكرامة يوم القيامة ".
واعلم أن التعزية هي التصبير، وذكر ما يسلي صاحب الميت، ويخفف حزنه، ويهون مصيبته، وهي مستحبة، فإنها مشتملة على الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وهي داخلة أيضا في قول الله تعالى: (وتعاونوا على البر والتقوى) ، [المائدة: 2] وهذا أحسن ما يستدل به في التعزية.

من صفات المؤمنين أنهم كالجسد الواحد، يشعر بعضه ببعض، والمسلمون يعينون بعضهم في المصائب والملمات بالتصبير والمؤازرة
وفي هذا الحديث يخبر عمرو بن حزم رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من مؤمن يعزي أخاه بمصيبة"، أي: في مال أو ولد أو أهل أو بدن أو ما شابه، فيواسيه ويحثه على الصبر ويرفق به، "إلا كساه الله سبحانه من حلل الكرامة يوم القيامة"، أي: من الحلل الدالة على الكرامة عنده، أو من حلل أهل الكرامة؛ لأنه كسى قلب أخيه ثوب الصبر بتعزيته، وقد قال تعالى: {وتواصوا بالصبر} [العصر: 3]
وفي الحديث: عظم شأن الرفق بالمؤمن في كل أمر، وتسليته عما يحزنه.
وفيه: أن التعزية لا تختص بالموت، بل يعزى في المصائب.