باب النهي عن سب الريح و بيان ما يقال عند هبوبها 1
بطاقات دعوية

عن أبي المنذر أبي بن كعب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «لا تسبوا الريح، فإذا رأيتم ما تكرهون، فقولوا: اللهم إنا نسألك من خير هذه الريح وخير ما فيها وخير ما أمرت به. ونعوذ بك من شر هذه الريح وشر ما فيها وشر ما أمرت به». رواه الترمذي، وقال: «حديث حسن صحيح». (1)
لله عز وجل جنود كثيرة، ولا يعلم جنوده إلا هو سبحانه وتعالى، والريح جند من جنود الله عز وجل، جعل الله فيها رحمة، وجعل فيها عذابا
وفي هذا الحديث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تسبوا الريح"، أي: لا تلعنوها لضرر أصابكم منها؛ لأنها مأمورة من الله عز وجل، والمأمور معذور؛ "فإنها من روح الله تعالى"، يعني: من رحمته وفرجه، "تأتي بالرحمة والعذاب"، أي: تكون رحمة على المؤمنين؛ فبها تسير السفن، وينزل المطر النافع بسوقها وتجميعها للسحاب، وتأتي أيضا بالراحة والنسيم، وتكون عذابا على الكافرين فتهلكهم، كريح عاد التي لم تمر على شيء إلا جعلته كالرميم، وإنذارا بإتلاف النبات، والشجر، وهلاك الماشية والحيوانات النافعة، وغير ذلك؛ ولهذا فلا تسبوها؛ لأنها مأمورة، ولا ذنب لها، "ولكن سلوا الله من خيرها"، أي: اسألوا الله من خير ما أرسلت به كأتيانها بالمطر ونحوه، "وتعوذوا بالله من شرها"، يعني: من شر ما أرسلت به كإتلاف النبات والشجر وهلاك الماشية وهدم الأبنية، ونحوه
وفي الحديث: النهي عن سب الريح.
وفيه: العوذ واللجوء إلى الله تعالى عند الشدائد ورؤية ما يكره