"‌‌باب: ما ذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم كيف نرى ربنا في الآخرة"269

السنة لابن ابي عاصم

"‌‌باب: ما ذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم كيف نرى ربنا في الآخرة"269

حدثنا عقبة بن مكرم ثنا ابن أبي عدي عن شعبة عن يعلى ابن عطاء عن وكيع بن عدس عن أبي رزين العقيلي قال: قلت: يا رسول الله أنرى ربنا؟ قال: "نعم" قلنا: وما آية ذلك في خلقه؟ قال:
"أليس كلكم تنظرون إلى القمر ليلة البدر وإنما هو خلق من خلق الله فالله أعظم وأجل"

وَعَدَ اللهُ عزَّ وجلَّ عِبادَه المؤمنين برُؤيتِهم له يومَ القيامةِ، وفي هذا الحَديثِ يقول أبو رَزِينٍ العُقَيْلِيُّ رضِيَ اللهُ عنه: قلْتُ: "يا رسولَ اللهِ، أَكُلُّنا يرى ربَّه- قال ابنُ مُعاذٍ، وهو عُبَيْدُ اللهِ بنُ مُعاذٍ راوي الحديثِ: مُخْلِيًا به يومَ القيامةِ-؟" أي: تكون رؤيتُه اللهَ عزَّ وجلَّ مُستقِلَّةً لا يُزاحِمُه فيها أحدٌ، قال أبو رَزِينٍ: "وما آيَةُ ذلك في خَلْقِهِ؟" أي: وما علامةُ رُؤيتِه وبيانِها في خَلْقِ اللهِ عزَّ وجلَّ، وكأنَّه لَمَّا سأله أبو رَزِينٍ عن رؤيةِ اللهِ تعالى أجابَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بـ"بلى" مُؤكِّدًا لرُؤيتِه، فحينَها سأله أبو رَزِينٍ عن علامةِ ذلك، فقال له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "يا أبا رَزِينٍ، أليس كُلُّكُم يرَى القمرَ ليلةَ البدرِ مُخْلِيًا؟" أي: أليس كلُّ النَّاسِ يَرَوْنَ القمرَ دونَ أنْ يكونَ معهم أحدٌ أو يُزاحِمَهم في رُؤيتِه أحدٌ، قلْتُ: بلى، قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "فاللهُ أعظَمُ، فإنَّما هو خَلْقٌ مِن خَلْقِ اللهِ، فاللهُ أجَلُّ وأعظَمُ"، أي: فإذا كانت تلك الرُّؤيةُ مُمْكِنَةً في حَقِّ شيءٍ من خَلْقِ اللهِ عزَّ وجلَّ، فاللهُ أَوْلَى وأحَقُّ بها.

 وفي الحديثِ: إثباتُ رؤيةِ المؤمنين لربِّهم يومَ القيامةِ.