باب ما يتوهم أنه رياء وليس هو رياء
بطاقات دعوية

وعن أبي ذر - رضي الله عنه - قال: قيل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم: أرأيت الرجل الذي يعمل العمل من الخير، ويحمده الناس عليه؟ قال: «تلك عاجل بشرى المؤمن» (1). رواه مسلم. (2)
أمر الله عز وجل عباده بإخلاص العبادة لوجهه الكريم، ومن الناس من ينقض أجر عمله بالرياء والسمعة، ومنهم من يصادف ثناء الناس عليه، وهو لا يقصد الرياء به؛ فهذا يبقى ويثبت أجره
وفي هذا الحديث يروي أبو ذر الغفاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الرجل الذي يعمل العمل من الخير خالصا لله، يبتغي الأجر والثواب من الله، فإذا اطلع عليه أحد من الناس حمده عليه، وفي رواية: «يحبه الناس عليه»، أي: يثنون على ذلك العمل، أو على ذلك الخير، فهل هذا من الرياء الذي يبطل عمل صاحبه وأجره عليه؟ فأخبرهم صلى الله عليه وسلم أن تلك المحمدة أو المحبة هي البشارة المعجلة له في الدنيا، فهذا من ثواب الدنيا الذي يعطيه الله لعبده، وهو أن يوقع محبته في قلوب الناس، ويوقع على ألسنتهم ذكره بالخير، وثوابه في الآخرة: اللقاء والجنة، وهذه البشرى المعجلة دليل على رضا الله تعالى عنه ومحبته له، فيحببه إلى الخلق
وفي الحديث: أن من أخلص العمل لله تعالى أطلق الله الألسنة بالثناء عليه، وأنه من جملة أولياء الله عز وجل.
وفيه: الحث على إخلاص النية، والعمل لله عز وجل.