باب ما يقال عند الصباح وعند المساء

وروينا في سنن أبي داود، وابن ماجه، بأسانيد (6) جيدة عن أبي عياش - بالشين المعجمة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من قال إذا أصبح: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير، كان له عدل رقبة من ولد إسماعيل صلى الله عليه وسلم، وكتب له عشر حسنات، وحط عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات، وكان في حرز من الشيطان حتى يمسي، وإن قالها إذا أمسى كان له مثل ذلك حتى يصبح " (7) .
كان النبي صلى الله عليه وسلم يرغب في ذكر الله عز وجل ويحث عليه؛ ويبين ما له من عظيم الفضل والأجر، كما في هذا الحديث حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له"، أي: من ذكر الله فشهد أنه لا معبود بحق إلا هو، وأقر أنه لا يشرك بالله شيئا، "له الملك"، أي: لله ملك السموات والأرض وما فيهن، "وله الحمد"، أي: الثناء بكل ما هو جميل ويليق بذاته عز وجل، "وهو على كل شيء قدير"، أي: وأقر بقدرة الله التامة على كل شيء، "كانت له عدل"، أي: بما يعدل في الأجر والثواب عتق "أربع رقاب"، وتحريرهم من العبودية، وفي رواية أخرى: "دية كل رجل منهم اثنا عشر ألفا"؛ فيكون المراد إعتاقهم من القتل لا التحرير من العبودية، "من ولد إسماعيل"؛ خص ولد إسماعيل عليه السلام بالذكر لأنهم من أنفس الرقاب وأشرفها، ولقربهم منه صلى الله عليه وسلم ولمزيد اهتمامه بحالهم، أو ربما يكون المقصود بولد إسماعيل العرب أنفسهم؛ لأنهم من ذريته.
وفي الحديث: فضل ذكر الله عز وجل.
وفيه: بيان أفضلية ولد إسماعيل عليه السلام.