باب ما يقال عند الصباح وعند المساء

باب ما يقال عند الصباح وعند المساء

وروينا في كتابي الترمذي وابن السني، عن الزبير بن العوام رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ما من صباح يصبح العباد إلا مناد ينادي: سبحان الملك القدوس " وفي رواية ابن السني: " إلا صرخ صارخ: أيها الخلائق سبحوا الملك القدوس " (1) .

في هذا الحديث بيان هدي النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الوتر، حيث يقول أبي بن كعب رضي الله عنه: "كان رسول الله يقرأ في الوتر"، أي: في الثلاث ركعات الأخيرة من صلاة الليل، بـ: "سبح اسم ربك الأعلى"، أي: بسورة الأعلى في الركعة الأولى، "وفي الركعة الثانية: بـ: "قل يا أيها الكافرون"، أي: بسورة الكافرون، "وفي الثالثة"، أي: الأخيرة، بـ: "قل هو الله أحد"، أي: بسورة الإخلاص
"ولا يسلم إلا في آخرهن"، أي: ولم يفصل بين الركعتين الأوليين وبين الثالثة بتسليم أو تشهد، كما في روايات أخرى، "ويقول- يعني بعد التسليم"، أي: وكان من ذكره صلى الله عليه وسلم بعد التسليم من الوتر، "سبحان الملك القدوس- ثلاثا-"، أي: يقولها ثلاث مرات، والقدوس: هو المطهر والمنزه عن كل ما لا يليق بالله سبحانه وتعالى، وفي رواية أخرى: "يطيل في آخرهن"، أي: يطيل النطق في آخر مرة بقوله: سبحان الملك القدوس
وفي الحديث: بيان الذكر الذي يقال بعد صلاة الوتر.
وفيه: إثبات اسم (الملك) واسم (القدوس) لله عز وجل .