حديث أبي أمامة الباهلي الصدي بن عجلان بن عمرو ويقال: ابن وهب الباهلي، عن النبي صلى الله عليه وسلم 26

مسند احمد

حديث أبي أمامة الباهلي الصدي بن عجلان بن عمرو ويقال: ابن وهب الباهلي، عن النبي صلى الله عليه وسلم 26

حدثنا قتيبة، حدثنا ليث، عن سعيد بن أبي هلال، عن علي بن خالد، أن أبا أمامة الباهلي، مر على خالد بن يزيد بن معاوية فسأله عن ألين كلمة سمعها من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ألا كلكم يدخل الجنة إلا من شرد على الله شراد البعير على أهله»

الشَّهادةُ بأنَّ مُحمَّدًا صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رَسولُ اللهِ تَتَضمَّنُ طاعَتَه في كُلِّ ما أمَرَ به، واجتِنابَ كُلِّ ما نَهى عنه؛ قال اللهُ تَعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ} [النساء: 59]
وفي هذا الحَديثِ يُقسِمُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ باللهِ عَزَّ وجَلَّ الذي يَملِكُ الأنْفُسَ، أنَّ أُمَّتَه -وهي أُمَّةُ الإجابةِ- سَيَدخُلونَ جَميعُهمُ الجَنَّةَ، إلَّا مَن أبَى وشَرَدَ على اللهِ شِرادَ البَعيرِ، فشَبَّهَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الذي أبَى دَعوَتَه بالجَمَلِ الذي نَفَرَ وهَرَبَ؛ لِأنَّه لا يَعقِلُ، وكذلك مَن لم يَدخُلِ الجَنَّةَ؛ فإنَّه ما أتى إلَّا مِن قِبَلِ نَفْسِه، وكأنَّه لا يَعقِلُ نَفْعَه مِن ضَرِّه، ثم استَوضَحَ الصَّحابةُ عنِ الذي أبَى أنْ يَدخُلَ الجَنَّةَ، فأخبَرَهم صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ مَن أطاعَه وتَمسَّكَ بالكِتابِ والسُّنَّةِ، دَخَلَ الجَنَّةَ، ومَنِ اتَّبَعَ هَواهُ وزَلَّ عنِ الصَّوابِ، وضَلَّ عنِ الطَّريقِ المُستَقيمِ؛ دَخَلَ النَّارَ.وقَولُه: "إلَّا مَن أبَى" إنْ أُريدَ به عُصَاةُ المُؤمِنينَ، فالمَقصودُ استِثناؤُهم مِن دُخولِ الجَنَّةِ مِن أوَّلِ وَهْلةٍ، وإلَّا فمَآلُهمُ الجَنَّةُ، كما هو عَقيدةُ أهلِ السُّنَّةِ، وإنْ أُريدَ به الكُفَّارُ فهُم لن يَدخُلوا الجَنَّةَ أصلًا، ويَكونُ المُرادُ بالإباءِ الامتِناعَ عنِ الإسلامِ