كانتِ اليهودُ إذا حاضَتْ منهم امرأةٌ أخرَجوها مِن البيتِ، ولم يُؤَاكِلوها، ولم يُشارِبوها، ولم يُجامِعوها في البيتِ، أمَّا الحائضُ في شَريعةِ الإسلامِ المُطهَّرةِ فإنَّها لا تُؤاخَذُ بشَيءٍ كتَبه اللهُ عليها، فجَسدُها كلُّها طاهرٌ ما عدَا موضعَ الأذَى منها
وهذا الحديثُ لَفظٌ مُختَصَرٌ مِن حَديثٍ أطولَ تُبيِّنُ فيه أُمُّ المُؤمِنينَ مَيمونةُ رَضيَ اللهُ عنها أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يُصَلِّي في حُجرَتِها ومُصَلَّاه بجانِبِ فِراشِها الذي تَنامُ عليه، ورُبَّما تَكونُ حائِضًا -كما في رِوايةِ الصَّحيحَيْنِ-، وكان رُبَّما يَمَسُّها ثَوبُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو يُصَلِّي.وهذا يَدُلُّ على أنَّ الحائِضَ ليستْ بنَجَسٍ، ويَدُلُّ على طَهارةِ ثيابِها التي تَلبَسُها في حالِ حَيضِها، وأنَّها تَقرُبُ مِنَ المُصَلِّي، ولا يَضُرُّ ذلك صَلاتَه، ولا يَقطَعُها. وهذا مِن تَيسيرِ الشَّرعِ على المَرأةِ في كُلِّ أحوالِها، ومِن تَكريمِه لها، خُصوصًا في حالةِ الحَيضِ؛ حيثُ كانتِ اليَهودُ تَعُدُّ الحائِضَ نَجِسةً، ولا يَقرَبُها أحَدٌ، ولا يُؤاكِلُها