باب في مسائل تتفرع على السلام

وروينا في " صحيحيهما " عن عائشة رضي الله عنها قالت " قدم ناس من الأعراب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: تقبلون صبيانكم؟ فقالوا: نعم، قالوا: لكنا والله ما نقبل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أو أملك أن كان الله تعالى نزع منكم الرحمة؟ " هذا لفظ إحدى الروايات، وهو مروي بألفاظ.
رحمة الولد الصغير ومعانقته وتقبيله والرفق به: من الأعمال التي يرضاها الله ويجازي عليها، وقد كان صلى الله عليه وسلم برا رحيما بالناس جميعا لا سيما الصغار، فضرب أروع الأمثلة في تواضعه ورحمته بالصغار
وفي هذا الحديث تخبر عائشة رضي الله عنها أن أعرابيا -وهو العربي الذي يسكن الصحراء، قيل: هو الأقرع بن حابس رضي الله عنه، وقيل غير ذلك- جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: تقبلون الصبيان؟! فإننا لا نقبلهم!
فذكر له النبي صلى الله عليه وسلم أنه لا يقدر أن يجعل الرحمة في قلبه بعد أن نزعها الله منه. فأنكر عليه صلى الله عليه وسلم جفاءه؛ فليس في تقبيل الأطفال ما يقدح في الرجولة، أو يذهب الهيبة، وإنما هي فضل من الله عز وجل ونعمة يتفضل بها على من شاء من خلقه.
وفي الحديث: مشروعية تقبيل الأطفال الصغار دون شهوة محرمة.