حديث الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهما 2
مسند احمد

حدثنا وكيع، عن شريك، عن أبي إسحاق، عن هبيرة، خطبنا الحسن بن علي رضي الله عنه، فقال: «لقد فارقكم رجل بالأمس لم يسبقه الأولون بعلم، ولا يدركه الآخرون، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يبعثه بالراية جبريل عن يمينه، وميكائيل عن شماله لا ينصرف حتى يفتح له»
أَحاطَتْ عِنايةُ اللهِ تعالَى برَسولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأيَّدَه بمَدَدِه وجُنْدِه، ومِن ذلك إمْدادُه تعالَى إيَّاهُ بالمَلائكةِ الَّذين قَاتَلوا معَه في غَزوَتَيْ بَدرٍ وأُحُدٍ وغيرِهما
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ سَعدُ بنُ أبي وَقَّاصٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّه رَأى في غَزْوةِ أُحُدٍ رَجلَيْنِ يُقاتِلانِ دِفاعًا عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وعليهما ثِيابٌ بِيضٌ، وأنَّه لم يَرَهُما قبْلَ ذلك، ولا بعْدَ ذلك، وهُما منَ المَلائكةِ، وكانَا يُقاتِلانِ أشدَّ قِتالٍ يكونُ مِن بَني آدَمَ، وقِتالُهم معَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن إكْرامِ اللهِ تعالى لنَبيِّه، ورِعايةً لصُورةِ الأسْبابِ وسُنَّتِها الَّتي أجْراها اللهُ تعالَى في عِبادِه؛ فإنَّه لو شاءَ سُبحانَه لدفَعَ الكفَّارَ برِيشةٍ مِن جَناحِ المَلَكِ؛ بل بغيرِ أنْ يُنزِلَ ملَكًا، واللهُ تعالَى أعلَمُ بكَيفيَّةِ قِتالِ المَلائكةِ وأدواتِ حَرْبِهم وأفْراسِهم
وقدْ وقعَتْ غَزْوةُ أُحُدٍ في شوَّالٍ في السَّنةِ الثَّالثةِ مِن الهِجْرةِ، وأُحُدٌ جَبَلٌ مِن جِبالِ المَدينةِ، وقدِ استُشْهِدَ في تلك الغَزْوةِ عَدَدٌ كَبيرٌ مِن الصَّحابةِ رِضْوانُ اللهِ عليهم، وقد قاتَلَ فيها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ومَن ثبَت معَه مِن الصَّحابةِ بقُوَّةٍ وشَجاعةٍ رَغمَ تَخلْخُلِ الصُّفوفِ بعْدَ مُخالَفةِ أمْرِه عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ
وفي الحَديثِ: رُؤيةُ المَلائكةِ لغيرِ الأنْبياءِ، وأنَّه يَراهمُ الصَّحابةُ والأوْلياءُ
وفيه: مَنقَبةٌ لسَعدِ بنِ أبي وقَّاصٍ رَضيَ اللهُ عنه الَّذي رَأى المَلائكةَ